الأخبار

قمة مالابو تسائل المغرب

علي الانصاري

انتهت قمة ما لابو الإفريقية العربية دون نتائج تذكر، إذ لم يتعد البيان الصادر عنها سوي بعضا من العبارات الدبلوماسية والآمال المستقبلية التي لا تفي معطيات الواقع العربي الأفريقي بظروف تحققها.
رضوخ الأمانة العامة للاتحاد الإفريقي للوبي يقدم مصالح قادته المريضة على مصالح الشعوب الإفريقية رهن منظمة الوحدة الإفريقية في خانة ضيقة تحول دونها وتحقيق أمال الشعوب الإفريقية، التواقة إلى الوحدة والاستقرار والرفاه الاقتصادي.
انسحاب أهم الدول العربية من قمة مالابو فاجأ مسؤولي الاتحاد الأفريقي وعرقل المؤتمر وأعاد التعاون إلى مرحلة البدايات، لكون بعض الدول لازالت تغرف سياساتها الخارجية من الماضي الأيديولوجي الذي ترهن فيه شعوبها.

رغم ما حصل في القمة فإن المغرب استفاد مما جرى، إذ أدرك حقيقة مواقف دول عدة كان يبادلها المصالح والآمال المشتركة، كما أبانت القمة عن مدى الضغوط التي تمارسها أنظمة معينة على بعض الدول لتجعل منها فروعا لسياستها الخارجية، مما يجعل تلك الدول تخدم سياسات انتقامية للأخر، عوض مصالحها ومصالح شعوبها.
وإذا كانت قمة مالابو قد كشفت عن مدى متانة علاقات المغرب بغالبية دول الخليج باستثناء دولة الكويت التي لم يفهم موقفها، فإنها أيضا تساءل المغرب بخصوص علاقاته المغاربية خاصة والعربية على العموم ومدى قدرة دول أفريقية على تجسيد اتفاقاتها السياسية مع المغرب على أرض الواقع، وهي التي يعول المغرب على أصواتها في القريب للعودة إلى مكانه الطبيعي في هياكل الاتحاد الأفريقي.
مغاربيا، نجد من خلال تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية ولد الشيخ بأن نظام ولد عبد العزيز وليس موريتانيا يغرف من نفس المواقف المعادية فيما يتعلق بالوحدة الترابية للمغرب ويمارس ابتزازا واضحا على المغرب، من خلال الخروج عن الموقف الحيادية الموريتاني المعتاد والذي تفهمه المغرب إلى الانحياز الكامل للموقف الجزائري ضاربة العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة للشعبين عرض الحائط، أملا في تحقيق الأهداف الشخصية للجنرال.
أما في تونس، يبدو الضغوط الجزائرية والتعاون في ما يسمى الحرب على الإرهاب على الحدود المشتركة، أطفأ أنوار قرطاج المعروفة بالعقلانية وتقديم المصالح المشتركة على المواقف الآنية.
أما سراج ليبيا الذي أنير من الصخيرات المغربية فلا زالت يعقد الآمال على وعود الجزائر والقاهرة بإقناع المناوئين له.
سيسي مصر افقد مصر كل أدورها العربية والإفريقية واكتفى بالبحث لنفسه عن اعتراف ولو في مالابو، فشد الرحال لها.
لكن هذا لا يعني أن المغرب غير مطالب بمسالة أصدقاءه الأفارقة عن مواقفهم من استدعاء وهم شبح ورفع علمه بين إعلام دول الاتحاد الإفريقي، وهم أصدقاء تربطهم بالمغرب إضافة إلى علاقات تاريخية منذ النضال المشترك ضد الاستعمار وتحرير القارة، العشرات من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعلمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى