الأخبار

في انتظار سفينة نوح !

محمد مشهوري:

ساعات قليلة من أمطار الخير كانت كافية لتتحول حاضرة سلا إلى مدينة عائمة والرباط إلى “شلالات” تباهي بها “أوزود” بإقليم أزيلال.
هي ساعات قليلة عرت مرة أخرى الحقيقة وكشفت مستور التدبير المحلي، المنتخب منه والمفوض، وجعلت كل من كان يشكك يتأكد بأن عددا من المجالس تتمنى في داخل أعماقها ديمومة الجفاف، والعياذ بالله، حتى يظل عيبها حبيس البالوعات المختنقة.

ولأن “رب ضارة نافعة”، فقد أعادت “أمطار الخميس” إحياء بعض العادات والقيم التي كادت تندثر، حيث تضامن عدد من سكان العاصمة مع مواطنيهم من “العدوة “سلا الذين حوصروا في الرباط ولم يجدوا إلى بيوتهم سبيلا، وأمضوا الليل عند “الرباطيين”، كما كانت هذه الأمطار مناسبة للوقوف على تجند نساء ورجال الأمن وعناصر الوقاية المدنية، في الوقت الذي تلكأت فيه شركة التدبير المفوض التي لا تتقن سوى إثقال كاهلنا بفواتير ماء وكهرباء وتطهير، وهي التي يلزمها التطهير الحقيقي.
ولأنه من شر البلية ما يضحك، فقد أبدع المغاربة في وصف “الخميس الماطر”، فزعموا، من خلال صور استعمل فيها الفوطوشوب، ظهور فرس البحر والتماسيح في بحيرات الرباط وسلا وسرقة هواتف نقالة من طرف لصوص ركبوا دراجات “الجيتتسكي” و”الزودياكات” !!
دعاء الختم: “اللهم أعطنا الشتا على قد النفع”، حتى لا ننتظر سفينة نوح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى