الأخبار

في الدورة العادية للمجلس الوطني للحركة الشعبية- حصيلة الحكومة الحالية ليست سلبية بالرغم من بعض المشاكل وإكراهات الأزمة- الأخ العنصر: نريد أحزابا قوية تدافع على المغرب

سلا – صليحة بجراف

قال الأخ محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية، إن حصيلة الحكومة التي يقودها عبد الإله ابن كيران، بعد مرور حوالي سنة على تنصيبها ليست سلبية، بل هي إيجابية في بعض الجوانب بالرغم من بعض المشاكل والنواقص وإكراهات الأزمة العالمية التي نسعى للتغلب عليها.
وأوضح الأخ العنصر، خلال تقديمه للتقرير السياسي أمام الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب المنعقد أول أمس، بمعهد مولاي رشيد بالمعمورة بسلا، " صحيح أن استقراء بعض الآراء داخل المغرب ترى أن حصيلة الحكومة دون مستوى الإنتظارات، لكن نعلم أن هذا الأمر عاد لأن" مول الدار يضرب دارو"، مضيفا لابد من أخذ إكراهات المرحلة بجدية، رغم ذلك لا يجب أن ننسى أن المغرب لا يعرف مشاكل الدول المجاورة كإسبانيا مثلا.
وحذر الأخ الأمين العام، في هذا اللقاء الذي حضره وفد عن الحزب الليبرالي الهولندي، من الظرفية الحالية الصعبة التي يجب اجتيازها بهدوء، قائلا "حذار، الوضع السياسي عموما صعب، ودقة المرحلة تفرض على الجميع حكومة وفرقاء اجتماعيين واقتصاديين مراعاة الأولويات والعمل بجدية على تطوير مأسسة الحوار الاجتماعي، والتحلي بالمسؤولية اللازمة لمعالجة الملفات العالقة، وبالتالي الخروج من الأزمة دون خسائر"، مبرزا تمسك الحزب بميثاق الأغلبية وانخراطه بصدق في إنجاح التجربة الحكومية، قائلا يجب أن يبقى المغرب متوازنا، والحركة الشعبية تأسست لحفظ التوازنات، واليوم المغرب يجب أن يجتاز المرحلة الصعبة بنجاح، ويحافظ على التنوع الذي يميزه "، مضيفا" نريد أحزابا قوية تدافع عن المغرب، والأمازيغية التي كانت في صدارة اهتمامات الحركة الشعبية، وذلك في إطار التوافق الوطني وبدون مزايدات، لأن الأمازيغية ملك مشترك لجميع المغاربة، والعالم القروي والعربية والجهوية ومنظومة التربية والتكوين، وإصلاح القضاء، وتطوير الخدمات الصحية وتيسير الولوج إلى العلاج إلى جانب سد الخصاص من الوحدات السكنية، ومعالجة إشكالية المنازل المتهالكة والآيلة للسقوط بالمدن العتيقة، كما أن هناك أولويات إجتماعية أخرى لا تقبل التأجيل كإصلاح صندوق المقاصة وإعادة هيكلته لضمان النجاعة والفعالية في تدبير الدعم العمومي وتوجيهه لفائدة الفئات المستهدفة، بالإضافة إلى إصلاح أنظمة التقاعد، وغيرها.
وجدد الأخ العنصر دعوته إلى الحركيات والحركيين بشكل خاص قصد التعامل مع المرحلة بحرص ومسؤولية، قائلا "علينا رفع التحديات وكسب الرهانات التي نتطلع جميعا إلى تحقيقها"، داعيا الجميع إلى التعبئة لبلورة خطة عمل من شأنها تقوية البناء التنظيمي للحزب على مستوى الأقاليم، خاصة وأن المغرب مقبل على إجراء المسلسل الانتخابي الذي يهم انتخابات الجماعات الترابية والغرف المهنية وتجديد مجلس المستشارين، وهي المحطة التي تساءل الجميع عن مدى الاستعداد لكسب هذا الرهان.
وأضاف الأخ الأمين العام بالقول "لا يعقل أن نستمر في هذا الوضع،لأنه من غير بناء تنظيمات قوية للحزب ومنظماته الموازية بالأقاليم لا يمكننا أن نحقق النتائج المتوخاة، لذلك سنقوم في أقرب الآجال باستثمار نتائج التشخيص الدقيق المنجز حول الوضعية التنظيمية، وذلك من أجل إقرار برمجة الهيكلة على المستوى المحلي والإقليمي وفقا لمقتضيات النظام الأساسي للحزب".
كما أكد الأخ العنصر بقاءه على رأس الأمانة العامة للحركة الشعبية، رغم مسؤولياته الوزارية، قائلا " الأخ السعيد أمسكان الأمين العام المفوض يقوم بواجبه أثناء غيابي، وليس هناك أي داع لعقد مؤتمر إستثنائي، وأنا باق كأمين عام للحركة الشعبية، لكن أريدها حركة قوية ومتماسكة، مشيرا إلى أن المؤتمر الثاني عشر للحركة الشعبية سيجرى في وقته، أي أواخر 2014، وآنذاك يمكن لأي شخص يرى نفسه مؤهلا لتحمل المسؤولية أن يتقدم للترشيح، وصناديق الإقتراع تفصل في الأمر".
من جهته، اعتبر الأخ السعيد أمسكان الأمين العام المفوض للحركة الشعبية، انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني للحركة الشعبية، فرصة للمناقشة وبكل شفافية ووضوح حصيلة عمل الحركة الشعبية بكل تجلياها الإيجابية والسلبية.
ونوه الأخ أمسكان بلجنة العلاقات الدولية داخل الحركة الشعبية التي تمكنت من نسج علاقات صداقة وتعاون مع عدد من الأحزاب السياسية والمؤسسات الدولية، حيث عقدت لقاءات مع أحزاب دول صديقة مثل الحزب الشيوعي الصيني والحزب الليبرالي الهولندي وغيرها، وكذا لقاءات مع سفراء معتمدين بالرباط، وممثلي النقابات، وتنظيم لقاءات وندوات مهمة وبحضور ومشاركة شخصيات دولية وازنة،علاوة على تنظيم لقاءات تواصلية عديدة مع الحركيات والحركيين في العديد من الأقاليم، مضيفا أنه من خلال هذه الأنشطة المكثفة،فإن هدفنا هو الوصول بالحركة الشعبية المتجدرة عبر ربوع المملكة إلى تبوأ مكانة تليق بتاريخها وأمجاد مناضلاتها ومناضليها، مبرزا أنه بعد خمسين سنة من العمل الجاد والبناء، فإن الحصيلة لازالت متواضعة جدا خاصة على مستوى الأقاليم، بل هناك تراجعا وعلى فترات عاشتها الحركة الشعبية، الأمر الذي يستدعي مضاعفة الجهود، مع نكران الذات لتدارك النقائص.
من جانبه، دعا الأخ مبديع رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب الحركيات والحركيين إلى التعبئة حتى يكونوا في مستوى التحديات المقبلة قائلا" اليوم ليس لدينا خيار آخر غير العمل وفي إطار الشفافية والديمقراطية".
بدوره، ذكر الأخ عبد الحميد السعداوي رئيس الفريق الحركي بمجلس المستشارين، بأداء الفريق قائلا إن الفريق الحركي بمجلس المستشارين قدم العديد من التعديلات في مشاريع قوانين، داعيا إلى إشراك وسائل إعلام الحزب في أشغال الفريق .
إلى ذلك، قالت الأخت فاطنة الكحيل (عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية)،باسم جمعية النساء الحركيات، إن الجولة التي قامت بها مؤخرا في إطار صندوق دعم تمثيلية النساء عبر العديد من مناطق المملكة، برهنت أن المرأة الحركية لديها استعداد تام للعمل، والمشاركة في تحمل المسؤولية وكذا الإسهام في تدبير الشأن المحلي والعام.
(تفاصيل أكثر في عدد لاحق)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى