الأخبار

“شرح ملح” لا يفسد للود قضية

غياب الصراحة والمكاشفة في العلاقات الإنسانية والاجتماعية، أمر يكلفنا كثيرا، ولا نكتشف الخسارة إلا بعد أن يفيض الكيل ويضيق الصدر عن الاستمرار في التحمل بدافع المجاملة.
إن المبالغة في الشيء يجعله ينقلب إلى ضده، إذ تتحول عبارات المجاملة والتودد المصطنع، حين يسقط "الضابط الأعلى" بلغة علم النفس، إلى سكاكين حادة شحذها العنف اللفظي والغضب العام غير المتحكم فيه.
إن السكوت منذ البداية عن مسألة أو سلوك لا يروقنا، لا يشكل فقط أوج النفاق الاجتماعي ولكنه يسقط الشخص المخاطب في فخ التغليط، لأنه يعتبر الصمت من علامات الرضا.
هذه الظاهرة أصبحت لصيقة بكل مناحي حياتنا، في الأسرة وفي الشارع وفي المدرسة وفي العمل، بل وحتى في مجال السياسة المفترض فيه الاضطلاع بدور المؤثر الفاعل في المجتمع ككل.
ترددت كثيرا في العودة إلى تناول أحد مواضيع الساعة "دفتر التحملات"، لكن كثرة السجال حول الأمر، يدفعني إلى إثارة الموضوع مرة أخرى، من منطلق الغيرة والحرص على ألا يشغلنا الموضوع أكثر من اللازم على ما ينتظرنا من مهام وتحديات لا تقل أهمية.
"المجالس أمانات".. خلال العشاء الذي جمع الزميل العزيز والوزير الشاب مصطفى الخلفي منذ ما يزيد من أسبوع بعدد من مدراء ورؤساء تحرير الصحف الوطنية، لا أخفي أنني أعجبت بحماسه وتحمسه لدفتر التحملات وسعة صدره كذلك وحسنه للإنصات. وكان سؤالي الموجه إليه، على مائدة العشاء وفي ظل القفشات الطريفة للصديق عبد الإله التهاني، حول ردود فعل مسؤولي قنوات القطب العمومي أثناء اجتماعاته معهم؟ كان الرد جواب المطمئن الواثق.
فهمت ساعتها أن المجاملة والسكوت الذي لا يعبر بالضرورة عن الرضا كانا سيدا تلك الاجتماعات.
ما علينا، الآن يجب البحث عن مخرج من خلال فتح حوار مفتوح صريح حول الموضوع، بعيدا عن منطق لي الذراع وغالب ومغلوب. نريد أن تخرج بلادنا منتصرة في ورش الإعلام وغيره من الأوراش.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى