الأخبار

سوريون في شوارعنا !

حمد مشهوري:

"دخيلكم.. نحنا من سوريا"، عبارة استجداء وغيرها كثير أصبحنا نسمعها صباح مساء في شوارع عدد من المدن المغربية، كنتاج وتحصيل حاصل لوهم "الربيع العربي" الذي انطلى على عدد من الشعوب التي صدقت كذبة كبرى مرجعيتها "الفوضى الخلاقة".

لقد تعززت جحافل المتسولين المحليين بأفواج أخرى من سوريا وبلدان الساحل والصحراء، دون أن نقدر على وضع حد لهذا "الزحف"، اللهم نظرة شفقة أو مساعدة من غير من.
وإذا وجد هؤلاء المغلوبون على أمرهم في بلدنا الأمن وكرم الوفادة، على الرغم من محدودية إمكانياتنا، فإن هذا لا يعفي البلدان والقنوات الفضائية الذي ساهمت في ترويج وهم "الربيع العربي" من تحمل الفاتورة، خاصة أن هذا الترويج جعل هؤلاء المرحلين من سوريا مثلا، يعتقدون ب"سرعة الخلاص من الديكتاتورية" و" تحقيق الحرية والديمقراطية"، في حين أن الواقع يبرهن أن الحصيلة كانت دمارا وتشريدا واستنبات جماعات التطرف من دواعش وما شابه.
اللهم لا شماتة، لكن كان على هؤلاء المرحلين، طوعا أو كراهة، أن يدركوا أن سلم الأوطان واستقرارها كنز لا يقدر بثمن، بدل الانسياق وراء سماسرة السلاح ومدمري الأوطان تحت يافطة شعارات هلامية براقة.
ربما قد فات الأوان، لكن على الرغم من ذلك يجب استخلاص الدروس مما حصل في أكثر من بلد عربي وإدراك أن التغيير لا يأتي أبدا بقوة السلاح وبتدمير ممتلكات ومقدرات البلد، بل يأتي عن طريق الحوار والإصلاحات والتنمية ورفع مستوى التعليم، لأنه ثبت بالملموس أن الجياع والأميين لا يصنعون الثورات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى