الأخبار

رجال ومواقف

يعجبني كثيرا المثل المصري الشائع "اللي ايدو في المية مش زي اللي ايدو في النار"، ومعناه أن الإنسان الفاعل والمبادر هو أكثر عرضة لمواجهة الصعاب والمحن أكثر من الإنسان المتواكل والمستكين المكتفي بموقف المتفرج.
القرآن الكريم صور لنا هذا الأمر بكل ما يحمله من إعجاز رباني، من خلال ما سمعه موسى من قومه"فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"، كما علمنا ديننا الحنيف أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
هذه كلها دروس وعبر تدفع كل ذي عقل سليم إلى التأمل في ما قدمه لمجتمعه وعشيرته وأسرته، قبل أن يوجه سهام الانتقاد المجاني إلى الآخرين.
إن حس المسؤولية والنضج يقتضيان أن نعترف لكل فرد بما قدمه مستحضرين أن الإنسان العامل قد يصيب وقد يخطئ وأن الكمال المطلق لله وحده.
بالأمس، في هذا العمود، كتبت أن "الكل يتطلع إلى خدمة المغرب، من زوايا مختلفة، لكنها تصب في مصلحة الوطن والمواطنين"، وهو الأمر الذي يحفزنا على استنهاض كل الهمم واستثمار الرصيد الغني لثلة من الرجال وهبوا حياتهم وراحتهم للشأن العام.
أدنى ما يمكن أن نقوم به إزاء هذه الثلة التي تعلمنا منها الإلتزام وخدمة الوطن بكل زهد وصوفية هو الجهر بالوفاء و مواصلة ضم الأيادي لاستكمال البناء.
تلكم هي مواقف الرجال، أما غير ذلك فمجرد كلام هباء كريشة في مهب الريح طائشة.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى