الأخبار

حرية شخصية

محمد مشهوري:

لا أعرفها معرفة شخصية، كما لا أعرفه "هو"، لكن آلمني أن يصبحا مادة إعلامية "دسمة" للإثارة وموضوعا للاستغلال السياسوي.
قد أختلف معهما ومع غيرهما حول عدد من القضايا، ربما يكتسي بعضها طابعا وجوديا بالنسبة لي مثل الحرية في مختلف تجلياتها، لكنني أرفض أن يتم المساس بحياتهما الخاصة، لأن هذا الأخيرة تدخل في مجال المقدس.

هذا الكلام أملاه ما تعرض له وزير ووزيرة من تصريحات ومقالات مدانة بشدة بكل المقاييس وبكل القيم والأعراف، دينية كانت أم مدنية. فالمفترض في الإعلامي وقبله الفاعل السياسي أن ينتقد الشخصيات العمومية حول طبيعة عملها وأدائها، لا أن يحشر أنفه في الحياة الخاصة لهذه الشخصيات.
إن ما تعرض له الوزيران يعتبر "كارثة" أساءت إلى مستوى الخطاب الإعلامي والسياسي، الذي لم يعرف مثل هذا المستوى المنحط منذ بداية عهد بلادنا بالممارسة السياسية، ويتطلب من الجميع التصدي لكل من يحاول الإساءة إلى الأشخاص أو ممارسة وصاية على سلوكات الآخرين.
هو أيضا درس ثمين بالنسبة لكل من تدور في ذهنه مخططات فرض نمط معين من العيش على المغاربة. فالمغربي الحقيقي هو الذي قد يتقبل كل أنواع الحيف، لكنه يرفض أن تتم الإساءة إلى بلده وأولاده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى