الأخبار

ثمار تاسع مارس

محمد مشهوري:

في العام 2011، دشن مهندسو “الفوضى الخلاقة” مخططهم، الذي اعتمد خلط الأوراق ومحاولة تكريس مقولة “أولاد عبد الواحد كلهم واحد”، دون تمييز بين أنظمة الديكتاتورية والاستبداد التي وصلت إلى سدة الحكم على متن دبابة والأنظمة التي قامت على المؤسسات وقاعدة الدولة/ الأمة Etat، إذ كان هدف “بيرنارد ليفي” ومن معه هو إشاعة الفوضى وضرب الاستقرار، وجيش من أجل ذلك معتنقي العدمية وعبدة “لا” من أجل “لا”.
في شتاء سنة 2011، تناسى وأغفل البعض أن المغرب بلد الاستثناء في مجال الإصلاحات السياسية، الذي تفرد منذ الاستقلال عن باقي البلدان الحديثة العهد بالتحرر، باختياره قيم الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية، في وقت كانت فيه الموضة هي الفكر الشمولي ولجم العقول وتكميم الأفواه و”تنميط” المواطن في “روبوت” يهتف بحياة الحزب الوحيد.
في خضم وهم “الربيع العربي”، برهن الشعب المغربي عن نباهة كبيرة وأفشل كل مخططات الفتنة، وانخرط في الثورة الإيجابية الحقيقية التي أسس لها الخطاب الملكي ليوم تاسع مارس 2011، متوجا هذا الانخراط بدستور فاتح يوليوز من السنة نفسها.
ولعل ما يؤكد حقيقة الاستثناء المغربي ورسوخ مفهوم الدولة/ الأمة، ذلكم الاستقرار الأمني ونجاعة أجهزة الأمن في تفكيك خلايا الإرهاب الأعمى، دون أدنى مساس بالحريات وفي التزام تام بمقتضيات دولة الحق والقانون، علاوة على مواصلة المغرب إنجاز الأوراش الكبرى المهيكلة بتوجيه وإشراف من ملكه الديمقراطي والمواطن والإنسان المتشبع بقيم الخير والتضامن والعطوف على مواطنيه.
فبروح تاسع مارس، يجب أن يواصل الجميع مسلسل البناء والتنمية وترسيخ الديمقراطية، في إطار الأمن والاستقرار، الذي بدونه يستحيل البناء وتصبح الحرية غير ذات معنى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى