الأخبار

تهنئة عيد الاستقلال

محمد مشهوري:

لست أدري لماذا تم التخلي، منذ سنوات، عن عرف وتقليد جميل: تبادل التهاني بين المغاربة بمناسبة عيد الاستقلال على الرغم من الرمزية الكبرى للذكرى؟
ربما كان الأمر نفسيا، بعد أن ألفنا، على مدى ما يزيد عن نصف قرن، التمتع بأجواء الحرية والديمقراطية، وتناسينا أن هذه النعمة لم تأت صدفة، بل بتضحيات رجال ونساء عظماء.

وإنه ليحز في القلب أن عددا كبيرا من أبناء الأجيال الجديدة يجهلون تاريخ بلادهم، وإن كان الذنب ليس ذنبهم، لأننا فرطنا في تدريسهم هذا التاريخ، من خلال تذبذب المناهج والمقررات التعليمية وعدم تعامل الإعلام بما يكفي من الجهد للتذكير بأن مغرب اليوم لم يولد من الفراغ أو العبث.

إن ما نعيشه اليوم من استقرار ووضعية تميز واستثناء، مرجعه ذلك النضال المشترك بين عرش وشعب، حيث ضحى الملك المجاهد محمد الخامس رحمه الله بعرشه من أجل شعبه، وآثر المنفى السحيق رفقة أسرته الكريمة على الانصياع لضغوطات وإغراءات المستعمر، وهو الموقف المشرف الذي تجاوب معه المغاربة من خلال خوض المقاومة والإصرار على ربط الاستقلال بعودة الملك الشرعي.

من هذا المنطلق، وبهدف غرس الروح الوطنية في نفوس الأبناء والأحفاد، على الجميع أن يعي أن احتفاءنا بملاحمنا التاريخية أمر فيه اعتراف بالأبطال وتقدير لروح "تمغريبيت" التي أمنوا بها، والتي نحن بدورنا يجب أن نتوارثها أبا عن جد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى