الأخبار

برنامج الحركة الشعبيةعندما تنطق التربة المغربية (½)

إدريس بنيعقوب:

لم يكن برنامج الحركة الشعبية للإنتخابات الجماعية ليوم 4 شتنبر المقبل برنامجا عاديا كباقي برامج الأحزاب المغربية. لم يكن برنامجا تطغى عليه العموميات أو العناوين الكبرى التي أصبح السياسي المغربي يستعملها كجنيريك فضفاض في محاولة لإقناع الناخب الذي أصبح يتمتع بذكاء سياسي بفعل التطورات التي طرأت على المشهد العام ببلادنا و بالدول المجاورة.
من حيث الشكل تميز البرنامج الحركي بأرضية إنتخابية تروم تحديد التوجه الفلسفي والفكري للعمل الجماعاتي والميداني للفاعل الحزبي المحلي. هذه الأرضية تناولت هندسة الجماعات الترابية داخل النسق الدستوري الجديد، حددت المفاهيم الكبرى التي ينبني عليها البناء المؤسساتي المحلي كمجموعة حلقات متراصة فيما بينها متلاحمة لتشكل بذلك لبنات صلبة في جدار قوي اسمه الجهوية الموسعة داخل نسق الوحدة الوطنية، أهدافه الكبرى الاهتمام بالإنسان كمنطلق و هدف لكل تنمية منشودة.

إن الحركة الشعبية وإنطلاقا من تجربتها في التسيير الجماعي و في كل الاستحقاقات منذ الإستقلال، ومن خلال قراءتها للواقع المغربي ولتطور بنياته الاجتماعية والسياسية ولوظائف هذه البنيات رسخ في يقينها وقناعاتها أنه آن الأوان لتغيير أدوار المنتخب المحلي من دور المنشط الذي يساهم في إطار محدود لدورة الحياة الجماعاتية إلى دور الفاعل الحقيقي في مسار إنتاج الثروة المادية والثقافية، ولم يغيب أبدا عن واضعي البرنامج الانتخابي الأفكار الغنية التي جاء بها دستور الشعب 2011 الذي أثرى صلاحيات الجماعات وعلى رأسها مؤسسة الجهة و دعمها بما يمكنها من تحقيق وظائفها ورسالتها المواطنة.
من حيث الموضوع لم يكن برنامج الحركيين برنامجا بدون روح محلية، بل جسد قلبا نابضا يتحدث بلغة القرب ويتكلم بلسان هموم المواطن ليشكل تعاقدا واضح البنود والالتزامات، لذلك كان متميزا في عدة مقترحات و أفكار.
لم يتحدث أي حزب عن الحفاظ على الغابة المغربية الطبيعية مع إعطاء الفرصة للمواطن للاستفادة منها، لكن في شكل آخر بإحداث غابات اصطناعية فوق الوعاء العقاري الوقفي أو أوعية عقارية أخرى واستغلالها في التنمية المحلية بخلق مناصب شغل قارة مع الحد من استنزاف الغابات الطبيعية.

لم يتحدث أي حزب عن الباعة الجائلين، هذه الفئة التي تعاني من أجل قوتها اليومي والتي فشلت المقاربة الأمنية المكلفة في محاصرتها والحد منها. هنا ارتأت الحركة الشعبية ضرورة التعايش مع الظاهرة بتهيئة مدننا لاستيعابها وفق مواصفات قانونية وتنظيمية وصحية خاصة مع الحفاظ على جمالية المدن. لم يتحدث أي حزب عن صيانة الذاكرة الجماعية وعن ضرورة الاعتناء بالأرشيف كمنجم للمعلومات لتسهيل الولوج للمعلومة والبحث العلمي وحماية حقوق المرتفقين والحفاظ على التراث والثقافة المغربية الأصيلة.
هذه فقط عينة من مقترحات الحركة الشعبية الغنية والمعبرة عن نبض المغاربة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى