الأخبار

المغرب يبني استراتيجية قوية في إفريقيا

علي الأنصاري

الإستراتيجية المغربية نحو القارة الإفريقية، تسير بواجهات متعددة، سياسية اقتصادية واجتماعية، ذلك ما يلاحظ من خلال الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الزيارات الملكية لدول القارة الإفريقية، ومن خلال الوفود المرافقة لجلالته، والتي يتم اختيارها بعناية تجسيدا للتوجهات الملكية حرصا من جلالته على بناء علاقات سياسية واقتصادية متينة تعود على كلا البلدين بالمنفعة في إطار إستراتيجية رابح رابح، التي أعلنها جلالته في خطابه في ثاني زيارة لدولة الكوت ديفوار في افتتاح مجلس الإعمال المشترك.
حضور مهم للتعاون السياسي كأولوية في الزيارة الملكية لإفريقيا، فهو يمثل الإرادة والعزم المغربي على توطيد العلاقات وضمان ديمومتها وإعطاء الضمانات اللازمة لتسهيل كل العراقيل أمام باقي القطاعات، وفي هذا المجال كان جلالة الملك حريص على تتبع تفعيل كل الاتفاقيات الموقعة من خلال لجنة على مستوى وزارة الخارجية والسفارات المغربية في البلدان الإفريقية.
على المستوى الاقتصادي استحضرت الاتفاقية المشتركة والتي تم تفعيل البعض منها، حاجة إفريقيا إلى تطوير اقتصاديتها النامية والاستفادة من الخبرات المغربية في مجموعة من المجالات وتم التركيز أكثر على القطاعات التي تعتبر قاطرة للنمو في تلك البلدان الفلاحة الثروة الحيوانية والتي تمس الدخل الاقتصادي للساكنة المحلية.
التركيز على الجانب العلمي التكويني أساسي لتزويد المقاولات المحلية بالأطر والكفاءات لتقليل من اعتمادها على العنصر الأجنبي، ويجسد قناعة كلا الطرفين بأهمية التكوين في بناء اقتصادي قوي.
في المجال الاجتماعي الذي يعد عصب الاستقرار السياسي والاقتصادي، الاتفاقيات الموقعة تأخذ بعين الاعتبار الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التنمية البشرية ومحاربة الفقر بين الفئات الهشة من خلال تشجيع الأنشطة المدرة للدخل وإدماج الساكنة الفقيرة في الاقتصاد المحلي.
إضافة إلى هذه المجالات، يعتبر المجال الأمني حجر الأساس في كل تعاون يسعى إلى بناء استقرار وحماية الاستثمارات والدفع بدول المنطقة للتركيز على المتطلبات المعيشية للمواطن وضمان العيش الكريم له وهي أولوية الأولويات.
الزيارات الملكية تبني علاقات للمستقبل من خلال استراتيجيات قوية، تتطلب تفعيلا مجتمعيا من كافة القوى الحية في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى