القلب النابض للمغرب

محمد مشهوري

كان تركيز الخطاب الملكي الافتتاحي للدورة التشريعية الجديدة على وضع مدينة الدار البيضاء، إشارة جديدة قوية من أعلى هرم الدولة بأن هنالك ثمة شيء ليس على ما يرام في التدبير المحلي لمدننا، على الرغم من الصلاحيات الواسعة الممنوحة للهيئات المنتخبة.

صراحة المنطوق الملكي ووضعه للأصبع على مواطن الداء، خلف ارتياحا ليس فقط في أوساط الساكنة البيضاوية، ولكن أيضا في أوساط المغاربة قاطبة، نظرا لأن الدار البيضاء تشكل القلب النابض للمغرب وعينة تجسد أطياف هذا الشعب وتحتضن المغاربة من كل الجهات والمناطق.
رد الفعل جاء سريعا من طرف الساكنة، حيث نقل التلفزيون في إحدى النشرات الإخبارية روبورطاجا عن تعبئة ساكنة حي شعبي بالدار البيضاء من أجل نظافة الحي، بمشاركة كل الأعمار.
رسالة هذا الحي يجب أن يتلقفها الجميع من أجل الانخراط في جهد تنمية البيضاء وجعلها قطبا ماليا عالميا بكل المواصفات. فالمهمة ليست حكرا على الوالي الجديد خالد سفير الذي له من النزاهة والخبرة ما يجعلنا نتفاءل، بل يجب أن تتوحد جهود الجميع، منتخبين ورؤساء مصالح الخارجية والإعلام والنسيج الجمعوي والكفاءات المعرفية في مجالات التعمير والهندسة وعلم الاجتماع الحضري من أجل ربح هذا التحدي الكبير.
إلى العمل وليكن الوازع وعي جماعي بأنه إذا صلحت الدار البيضاء صلح المغرب، فهي ملك لكل المغاربة.