الدولة / الأمة

محمد مشهوري:

قليلة في العالم هي الدول التي ينطبق عليها مفهوم الدولة/ الأمة Etat- Nation، لأن استحقاق هذا الوصف يتطلب توفر مجموعة من المواصفات والشروط تصون صرح الدولة وتجعله في منأى عن كل الزوابع والرياح، شرقية كانت أم غربية.
المغرب، وتلك نعمة من نعم الخالق عز وجل، يعتبر دولة/أمة، بفضل نظامه السياسي الذي ارتضاه المغاربة أبا عن جد منذ قرون، لأنه وحده الضامن لوحدتهم الروحية والوطنية والترابية، ولعل في وقوف الزحف العثماني عند حدودنا الشرقية في فترة تاريخية ما يؤكد هذه الحقيقة الساطعة.
ولأن بعض المتجاهلين، عن قصد أو عن جهل، يحاولون القفز على هذه الحقيقة، لغايات ملتبسة، كان لزاما تنبيههم إلى أن منطق الدولة يعلو فوق كل فهم ضيق وبأن مصلحة الوطنية تسمو فوق المنافع الشخصية أو الفئوية.
إن الدولة المغربية القوية بثوابتها وبالتلاحم السرمدي الصادق بين المؤسسة الملكية والشعب، لا يمكنها أن تقبل بأي استهتار أو مساس بحرمة ومصداقية مؤسساتها، كما لا يمكنها الاستمرار في تقبل المزحة الثقيلة عن “دور فلان أو علان في الاستقرار”، لأن هذا الاستقرار القائم على الثوابت وروح الوطنية والمواطنة له أبطاله الحقيقيون من نساء ورجال الأمن والجنود المرابطين في الحدود، الذين يصلون النهار بالليل ويتصدون لكل محاولات الهدم في المهد.
بعد صبيحة سبت الصراحة والحزم لم يعد مقبولا التلاعب بالوطن. انتهى الكلام.