الأخبار

“الخليفة على الله” !

محمد مشهوري:

كلما ألمت بالناس عندنا في المغرب مصيبة، يقولون "الخليفة على الله" أو ما مرادفه عند الأشقاء في الشام" الله يعوض علينا" وعند أهل مصر الكنانة "فيه العوض ومنو العوض".
المصيبة هذه المرة ولا أعظم، جاءت من بلاد الرافدين، ولا يوازيها خطبا غير ادعاء مسيلمة الكذاب النبوة ومحاولة أبرهة هدم البيت العتيق. ففي حمق غير مسبوق، أعلن معتوه يكنى أبو بكر البغدادي "دولة الخلافة" لكن من دون "داعش"، معلنا بذلك ومن يصدقه من المهووسين "أممية " جديدة لا تعترف بالحدود في ممارسة الإرهاب.

في تعليق على هذا الجنون، كتب الصحافي المخضرم المصطفى اليزناسني في تعليق له على الفيسبوك " لا نعرف نحن المغاربة من بغدادي غير عبد القادر الجيلالي (الجيلاني) دفين بغداد"، وهو كما نعلم من العلماء المتقين الذين ما سخروا الدين للقتل وترهيب الآمنين.
إعلان المهووس "قيام دولة الخلافة" أمر لا يجب التعامل معه باستخفاف، بل يقتضي من ذلك الانتباه إلى أن الجهل المستشري في أوساط مجتمعاتنا قد يؤدي إلى تزايد أتباع هذا "الدين الجديد" المبتدع، وبالتالي يتحتم على من تبقى من العقلاء في هذا الفضاء الممتد من المحيط إلى الخليج، انتهاج عمل بيداغوجي تنويري يعزز المقاربة الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي انتظار زوال غمة الظلام والجهل التي جعلتنا مسخرة في نظر باقي الأمم والشعوب، نكتفي بالقول: هزلت و"الخليفة على الله" !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى