الأخبار

الثقافة.. أي حضور في المجتمع ؟

لو سألت الشخص القريب إليك في هذه اللحظة عن آخر كتاب قرأه، لتلعثم في الرد، ربما لأن السؤال فاجأه أو لأنه لم يفتح كتابا منذ انقطعت علاقته بالمقرر المدرسي.
كل مؤشرات الواقع تؤكد أننا شعب لا يقرأ، بل يكتفي بما يوفره الإعلام المكتوب من أخبار وما تبثه القنوات المتعددة من مشاهد وبما تتناقله الألسنة من قول لا ينأى عن الإشاعة والنميمة.
الأجيال الجديدة التي وفرت لها التكنولوجيا إمكانية تصفح العالم في حاسوب، كادت أن تنسى شيئا إسمه الكتاب، وانعكس ذلك سلبا على مستواها المعرفي واللغوي، إلى درجة أنه لا تخلو أبسط رسالة طلب شغل من أخطاء تجعل المتلقي يصرف النظر عن صاحب الطلب.
أزمة القراءة في المغرب هي جزء من أزمة الثقافة، حيث قدم المثقفون استقالتهم وانزووا بعيدا عن هموم المجتمع، بينما يظهر أحداث التاريخ البشري أن المثقفين شكلوا دوما النخبة التي تقود التغيير وقطار التقدم.
من منا لايزال يبحث عن رواية أو قصيدة شعر أو مسرحية أو قطعة موسيقية تحمل روح الإبداع ؟
إن غياب هذا الغذاء الروحي عن معيشنا اليومي هو الذي يقف وراء التوتر والعدوانية المزمنين اللذين يطبعان سلوك كل واحد منا.
فلنحاول ما استطعنا قراءة قصة شيقة أو الاستماع إلى أنشودة من أيام الطرب الأصيل، وسنرى أننا نستعيد بعضا من آدميتنا المفقودة. وليخرج المثقف من قوقعة اليأس، ليزرع بذور الأمل… بهذه الكيفية سنتقدم، وسيخيم الحب على أجوائنا بدل الحقد.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى