الأخبار

“أش وقع للمغاربة” ؟!

محمد مشهوري:

هذا الصباح، وفي ظل ما تعرفه العاصمة من ازدحام في حركة السير مع ما يرافق ذلك من تشنج بين السائقين، قطع شاب في مقتبل العمر الطريق بسيارته التي يبدو، من خلال سنه أنها هدية من "باباه"، على سيارة الأجرة التي كانت تقلني، وفتح بابها وبصق في وجه سائق سيارة الأجرة الذي يقارب سنه السبعين، متلفظا بما جاد به قاموس السوقية والبذاءة من ألفاظ.
لم يحرك الشيخ ساكنا أمام هذه "الحكرة"، بل اكتفى بمسح البصاق على وجهه والتوجه بالشكوى إلى الله.
السلوك الأرعن لهذا الشباب، وأمثاله كثر من الذين لم يسلم من جبروتهم حتى رجال الأمن، يبين بالملموس مدى تراجع القيم داخل مجتمعنا، علاوة على الفهم المغلوط و"المقلوب" لثقافة حقوق الإنسان، ويستدعي منا دق ناقوس الخطر، بعد أن كدنا نفقد أدميتنا ونحول مجتمعنا إلى غابة الغلبة فيها للأقوى تسلطا وصفاقة.
"أش وقع للمغاربة؟" هو السؤال الذي يطرح نفسه كلما قارنا بين واقع الأمس وواقع اليوم، حيث لم نستفد من التقدم الإنساني سوى القشور وأنماط السلوك السلبية، في الوقت الذي تصالح فيه الغرب "المادي" مع قيم التربية ومفاهيم الأسرة والتضامن واحترام الآخر.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى