“وليدات باريس”
لا يختلف بضع عشرات "وليدات باريس" الذين خرجوا، أول من أمس السبت، في المسيرة/ المهزلة، عن أشباههم الذين يعيشون معنا تحت سماء الوطن، يستمتعون بخيراته وبريعه، لكنهم لا يترددون في استعمال قبعة "المحميين" للاستقواء على هذا الوطن.
كان على "وليدات باريس" الاكتفاء بالتجمع في صالون أحدهم وإعادة مشاهدة "الشريط" الذي نشروه للدعوة إلى الوقفة/الشوهة، على إيقاع شرب أنخاب الخيبة مع "زعيمتهم" الأخصائية النفسية، الأمس حاجة إلى العلاج بعد نشرها صورا لها على صفحتها بالفايسبوك وهي تتجرع كأس الخمر في عز رمضان.
فكرت كثيرا في حالة هذه الطينة من البشر، واستقر الرأي على أن ما يمكن أن تقوم به الدولة، سواء دولتنا أو الدولة الفرنسية، هو إخضاعهم للعلاج في مصحات نفسية، ليعودوا إلى الواقع ويشفوا من حالة الوهم الكبير التي يعيشونها.
ومن الأمور الغريبة التي أظهرتها شوهة "وليدات باريس"، كونهم أكثر من استفاد وعائلاتهم في المغرب من خيرات الوطن: أراضي المعمرين، مسلسل المغربة، المنح الجامعية الضخمة، تحويلات العملة الصعبة بالتهريب "بلا خبار مكتب الصرف، ضخ إشهار الدولة والمؤسسات العمومية لفائدة من اختار منهم في وقت من الأوقات التطفل على عالم الصحافة لتنمية الثروة الريعية…
في المقابل، فإن مئات الآلاف من مغاربة فرنسا، شأنهم شأن مواطنيهم الشرفاء الأحرار بالداخل "كيضربو الكرفي" ويقتاتون من عرق جبينهم ولم يفكروا يوما في المتاجرة بالوطن.
هذا الفرق بين المغربي الحقيقي و"المغربي" المزيف.
محمد مشهوري