الأخبار

وجهة نظر (قبيل المؤتمر)

تتطلع المرأة الحركية إلى مؤتمرنا الذي ينعقد في ظل تحولات متسارعة تعرفها الساحة السياسية ببلادنا، وهو تطلع مشروع تؤكده مختلف التظاهرات والندوات التي كان مدارها رفع مظاهر الحيف الذي عانته وما فتئت تعانيه المرأة في مجتمعنا التواق إلى إقامة عدالة اجتماعية وتمثيلية ذات مصداقية.
فهل ستتحقق الآمال المعقودة عن قرارات في مستوى ذلك التطلع؟ وهل ستظفر قضية إدماج المرأة في التنمية بالأهمية التي ستخرجها من دوامة اللغط العقيم والمتاهات اللجاج المسف، تلك الدوامة وتلك المتاهات التي ضاعت فيها بعض الذهنيات من هنا وهنالك ومن هذا الجناح أو ذاك؟ وهل سيحقق مؤتمرنا هذه الآمال ؟ وهل سيفلح في تبديد تلك الالتباسات التي لا زالت تعرقل تفعيل الرؤية الواضحة والسديدة والمتوازنة في التعامل مع حضور المرأة في المشهد السياسي؟
إن مؤتمرنا على موعد مع التاريخ، ولعل النقاش الهادف التي ستشهده جلسات المؤتمر كفيل بتبديد كل إبهام مفتعل…. إننا كمناضلين ومناضلات مطالبون بالحسم في الأمر بإدماج المرأة الفعلي في العمل السياسي في كل الهياكل، وهو الاختيار الواضح الذي سيمكننا من مجابهة كل الإكراهات، وكذلك الاستحقاقات المنتظرة في أفق صيف 2012 وهو ليس ببعيد.
إن قرب هذا الاستحقاق التاريخي يحمل مؤتمرنا المهام التي سيضطلع بها في أفق انتزاع النصر عن جدارة واستحقاق، وسيسم الخريطة السياسية بصورة الوزن الحقيقي الذي يشغله حزبنا في وجدان الشعب وفي ذاكرته النضالية.
ومما لا شك فيه، فإن الجميع يلحظ أن المرأة قد أخذت مكانة طبيعية في الهيئات المسؤولة في بعض الأحزاب، بيد أنها هي الأخرى لا زالت تتعثر في مشكل الإمكانيات المادية أو اللوجستيكية لإقامة نشاط ثقافي أو تنظيم ملتقى جهوي، في الوقت الذي يمكنها الاستفادة من كثير من الإمكانيات لجعل كل نشاط في مستوى الحزب الذي تناضل في إطاره.
إن مؤتمرنا هو مناسبة تاريخية للتعبير عن نضج العمل السياسي لكي يظهر مناضلو ومناضلات الحركة الشعبية في المستوى اللائق الذي تنتظره منا الجماهير الشعبية التواقة إلى الإصلاح الحقيقي والتغيير الفعلي بعيدا عن الترهات اللفظية والشعارات الجوفاء التي يتخبط فيها منذ زمن بعيد خصومنا، وإن هؤلاء وكذلك حلفاؤنا ينتظرون منا أن يكون مؤتمرنا مؤتمر الوضوح والفعالية.
فهل سننجح في رفع التحدي؟ إننا لن نخلف الموعد التاريخي والحاسم.

خديجة بركات(*)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى