الأخبار

“هذيان النكرات” لن ينال من قوة الحركة الشعبية- إعمال الديمقراطية الداخلية وضع المتعود على الترضيات خارج سياق التغيير- صفة “وزير سابق” ليست امتيازا في معترك الكفاءة والحضور النضالي

“لجنة تصحيح مسار الحركة الشعبية” مزحة سخيفة تجسد بالملموس المستوى المنحط الذي وصلت إليه بعض النكرات التي وجدت نفسها خارج مسار التطور وسياق التغيير الذي عرفته الحركة الشعبية خلال مؤتمرها الوطني الحادي عشر.
لقد كانت صدمة الكائنات الهلامية قوية بعد أن تفاجأت بالدينامية الجديدة التي دخل فيها الحزب منذ الخطوة الأولى من خطوات الإعداد للمؤتمر الوطني الحادي عشر، حيث حل النقاش الواسع المفتوح محل أسلوب فرض الإملاءات، والتصويت السري بواسطة الصناديق الزجاجية عوض التصفيق والتعيينات، وهو السلوك الديمقراطي الجديد الذي لم تألفه تلك الكائنات التي خالت، وهي واهمة كل الوهم، أن صفة “وزير سابق” التي اكتسبتها في سياق ظروف تاريخية معينة تمنحها امتيازا على باقي المناضلات والمناضلين.
“الوزير السابق” الذي أبان عن فشله التنظيمي وعن افتقاره لأدنى سند شعبي، كان قبل المؤتمر الوطني الأخير يراهن على أسلوب الترضيات، وهو الرهان الذي أجهضه جيل جديد من الحركيات والحركيين أسس لممارسة حزبية قوامها الكفاءة والقدرة على التأطير، وهي المؤهلات التي تنقص من يعتبر صفة”وزير سابق” تأشيرة دائمة للجلوس في قاعة الانتظار والتقاعس في انتظار القفز على مناصب جديدة.
لقد عاش “الوزير السابق” محكا حقيقيا في كل الأطوار المرتبطة بالمؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، ففي كل محطة، ورغم محاولاته الاستفزازية لعرقلة المسار الجديد، كان يجد نفسه في كل مرة خارج إرادة صناديق الاقتراع الحزبية.
على أي حال، لم و لن نستغرب لأساليب هذا الشخص المتذبذب الذي لا تمثل سوى نزواته، ونعتبر خروجه الباهت في “ندوة صحفية” بعد فشل خرجاته السابقة، تعبيراعن قمة الانحطاط و انعدام الحياء.
إن “الوزير السابق” الذي لم يتعلم من الغابات غير منطق الغاب الذي يحاول فرضه، إنسان يعيش خارج سياق مغرب ما بعد خطاب 9 مارس واستفتاء فاتح يوليوز، ولو كان يحمل في دواخله درة من الحياء لانزوى في دائرة الظل لستر ضعفه السياسي. ففي الوقت الذي يزعم أنه جمع 2500 توقيع، وهي توقيعات وهمية، كان عليه اختصار المسافة والجهد وجمع ثلثي أعضاء المجلس الوطني للحركة الشعبية (أي 400 شخص) من أجل الدعوة إلى مؤتمر استثنائي، لكن ما ذا ينتظر من شخص لم يضمن حتى انتخابه عضوا في المجلس الوطني داخل الإقليم الذي يتحدر منه ؟
ونؤكد كحركيات وحركيين أننا لم نعبأ بتلك الشطحات، ولكننا نستغرب لوكالة المغرب العربي للأنباء التي “منحت” هذه الكائن الهلامي حيزا مهما في قصاصاتها، وهو ما يطرح أكثر من تساءل عن المهنية في التغطية وعما إذا كانت الوكالة الرسمية قد أصبحت في خدمة كل من هب ودب وتسويق أوهام كل من يعتقد في قرارة نفسه أنه “رجل مهم” و”وزير سابق” ؟؟؟
لقد فتحت هذا “الوزير السابق” عليه أبواب جهنم، غير مدرك بأن الجيل الجديد من الحركيات والحركيين يمتلك ما يكفي من القوة والمناعة للتصدي لكل من سولت له نفسه المساس بالمكتسبات التي حققها الحزب، كما يمتلك من المعطيات ما يكفي لتوجيه صدمات أخرى إلى من يسعى إلى إحياء أساليب عفا عنها الزمن لتحقيق نزواته على حساب نبل العمل السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى