الأخبار

مهام وانتظارات

استكمل الحركيات والحركيون تفاصيل عرسهم الديمقراطي، من خلال انتخاب أعضاء المجلس الوطني للمكتب السياسي، حيث كانت الكلمة الفصل لإرادتهم الحرة المعبر عنها، بكل تجرد ونزاهة واقتناع، بواسطة الصناديق الزجاجية الشفافة. فليس هناك أدنى شك، في أن كل واحد منهم، ساعة التواجد في المعزل، لا يحتكم سوى إلى ضميره الحي وغيرته على مستقبل الحزب الذي ينتمي إليه.
لم يكن اجتماع أمس الأول (السبت) مجرد لحظة انتخابية وتنظيمية فحسب، بل أيضا مناسبة للإعراب عن مشاعر الفخر والإعتزاز، وبكثير من التأثر، بعد الإلتفاتة الملكية السامية الغالية إزاء حزبنا، والمتمثلة في برقية التهنئة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى الأخ الأمين العام، والتي ضمنها جلالته شهادة مؤثرة في حق رئيسنا المؤسس الأخ المحجوبي أحرضان، علاوة على استقبال جلالته للأخ الأمين العام.
فهذا التشريف الملكي السامي، يضع على عاتقنا جميعا، أمانة الوفاء لتاريخ الحركة الشعبية وعدم التفريط في حاضرها ومستقبلها، كمكون أساسي من مكونات الحياة السياسية المغربية.
عودة إلى المكتب السياسي المنتخب بطريقة ديمقراطية، نبني عليه انتظارات كبيرة، باعتبار هذه المسؤولية مهمة، جوهرها خدمة الفكر الحركي وإبراز الكفاءات الحركية، مهما كان تموقعها داخل الهياكل.
ومن بين المهام الإستعجالية التي تنتظر المكتب السياسي، استكمال إرساء التنظيمات المحلية والإقليمية والجهوية، حيث كانت المسألة التنظيمية كبرى نقط ضعفنا خلال الفترات السابقة، وتكبدنا بسببها خسائر انتخابية، نظرا لارتباط التنظيمات بالتواصل مع المواطنين.
ينتظر من المكتب السياسي، أيضا، توفير آليات فعالة للإستقبال، تكون قادرة على التجاوب مع المناضلات والمناضلات والمتعاطفات والمتعاطفين، بل وكافة المواطنين.
المكتب السياسي مطالب، كذلك، بالبحث عن الطاقات والأدمغة، الحركية بالفطرة إن صح القول، والمنتشرة في مختلق بقاع العالم. فالحركة الشعبية أولى بها لكي تستثمر في خدمة المغرب والمساهمة في تفعيل المشروع المجتمعي التنموي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
على المكتب السياسي العمل، من جهة أخرى، على حشد كل الطاقات الحركية من منتخبين ومهنيين وفلاحين وشباب وطلبة في منتديات موضوعاتية ، كقوة اقتراحية ميدانية تغني مشاركة الحركة الشعبية في تدبير الشأن العام.
قبل الختم، خدمة المشروع الحركي فرض عين وليس فرض كفاية، لأن السفينة الحركية تسع للجميع.
كلمة الختم: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى