الأخبار

من يغار حقا على لغة الضاد

محمد مشهوري

لم يكن المغاربة، في يوم الأيام، ضد العربية الفصحى، والدليل الساطع على ذلك أن ألسنتهم ظلت، وستبقى، تردد، إلى يوم الحساب، سورة الفاتحة، على الأقل في كل صلاة.
المغاربة الذين لا يفهمون لغة الضاد "ماشي لخاطرهم"، بل حتمت عليهم ظروف معينة الحرمان من ولوج المدرسة أو العجز عن متابعة التعليم لأسباب مادية محضة، ولذلك فهم يرفضون بالفطرة والسليقة كل توظيف إيديولوجي للمسألة اللغوية.
لنقلها بالعربي الفصيح: لقد أدت أجيال متعاقبة الثمن غاليا بسبب السياسة الإرتجالية لتعريب التعليم، حيث تم قطع الطريق أمام أبناء الفئات الضعيفة لمواصلة التعليم المفيد والناجع والنهل من مختلف اللغات والعلوم والحضارات، في حين تم تمهيد السبيل أمام أبناء فئة معينة ضيقة الدائرة لكي تتعلم في المدارس العليا الفرنسية والكندية والأمريكية.
وعلى الرغم من أن غالبية أبناء هذه الفئة المحظوظة هم من سلالة دعاة التعريب، فإنهم يظلون أبعد الناس عن الاهتمام بلغة الضاد، إذ لا يقرؤون صحفها ولا يشاهدون برامجها، بل يعيشون على إيقاع الحياة الغربية.
إنهم يتابعون بشغف شديد حملة السباق على الإيليزي ولا "يتسوقون" ما يجري في الساحة السياسية الوطنية، يقتنون من الأكشاك مجلات "البلاي بوي" الأجنبية ولا يكلفون أنفسهم حتى تصفح عناوين الصحافة الصادرة بالعربية، ويفضلون قضاء رمضان وباقي أعيادنا في الخارج، وفي سائر الأيام يمضون الأماسي في نواد خاصة راقية، ومع ذلك هنالك من يستل السهام كلما تحدث لسان أمازيغي أو مغربي دارج.
فترى من يغار حقا على العربية ؟
يرجى إعادة قراءة العمود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى