الأخبار

مليكي.. هي لحظة بوح

محمد مشهوري :

إنه ليس شيطان السحر يفتنني، ولكنه حب الصدق والصفاء يسكنني، وسلطان الحب ملك القلب ووجداني.
طبيعي أن تمرض، يا مليكي، وترتفع درجة حرارة جسمك. فالجسد إذا أصابه السقم، تداعت له كل الأعضاء بالسهر والحمى، وأنت مليكي، رأس الجسد وتاجه، فكيف لا تمرض وأنت ترى إخوتك وأبناءك يرمون في حاوية القمامة جثثا، والله أعلم كيف عانوا وهم يقاومون من أجل البقاء سنينا.

صدقني، مليكي، لن أنام اليوم و مثلي كثر في هذا الوطن الممتد، بل سنسهر الليل داعين لك بالشفاء من وعكة أنت مجتازها بحول الله، لكننا سنواصل الدعاء من أجل تخليص بلادنا من "فيروسات" بشرية، تكذب وتزور في مشاريع نعرف أنك، مليكي، اكتشفت ذلك الغش في زياراتك الخاصة، لكي تتأكد بأن كثيرا ممن أدوا القسم، اقسموا على الخيانة والغدر لا على الوفاء والصدق.
مليكي، وحده الحب يسكنني،
لست في حاجة إلى مأذونية نقل تغنيني، ولا إلى منصب سام يكبلني، ولا إلى سائق سيارة فارهة يقودني، ولا إلى مال للمتع يستهويني، ولا إلى وسام يوشحني…حب الوطن وحبك يكفيني، وقافلة نقل عمومي مع الشعب توصلني إلى حيث رزقي القليل الحلال يقنعني، وبيت بسيط مع أبنائي يأويني.
مليكي، ويداك تمتدان، على مدار الأعوام، لمصافحة شعبك، كنت متيقنا بأن حبنا المتبادل يعقم كل شيء، وبأن مناعتنا الحقيقية، أنت مليكي ونحن الشعب، لا تضعف سوى أمام غش لم نتعود عليه، ولم تألفه ضمائرنا وأنت ضميرنا الأكبر، في حين أن أيادي مسؤولين تأبى حتى لمسنا، بل و تتقزز أعينهم حتى من النظر إلينا.
مليكي، غدا يوم جديد، ستستعيد فيه الصحة والعافية بحول الله وبجاه جدك المصطفى عليه الصلاة والسلام وبدعوات الملايين من أبناء شعبك الوفي.
من حسن حظي أنني لا أملك سيارة عن الشعب تبعدني، لذلك فإن الشعب في الحافلات والطرقات و بوابة الدرب لصوته يسمعني: من الله بالشفاء العاجل على ملك يحس بنبض الشعب في كل آن وحين.
مليكي، في المغرب ملك وشعب، 
…دمت لنا، ملكا وأخا وأبا عطوفا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى