الأخبار

مكاسب المؤتمر الوطني الحادي عشر… واستحقاقات 2012 التشريعية

لم تدخر الحركيات إلى جانب إخوانهم الحركيين، سواء خلال مراحل إعداد مؤتمرهم الوطني، أوعلى امتداد أيام انعقاده،أوعند تشكيل مؤسسات الحركة الشعبية التقريرية والتنفيذية المتمثلة في الأمانة العامة والمكتب السياسي والمجلس الوطني التي استحضرت صناديق الاقتراع ولأول مرة، جهدا ليكون لحزبهم مكانة محورية ورصينة داخل المشهد السياسي الوطني، تتناسب ومرجعية الحركة الشعبية التاريخية والنضالية، وكذا وخريطة انتشارها في البوادي والحواضر.
لقد عبر الحركيون في ظل الأجواء الإيجابية التي مرت فيها أشغال المؤتمر، عن وعيهم السياسي وبعد نظرهم، بل وقدرتهم على مجابهة التحديات وتجاوز كل الصعاب، الشيء الذي كرس غيرتهم وأعطى الدليل والبرهان القاطعين، على اخلاصهم للحركة الشعبية وحرصهم البالغ على سلامة مسارها وتعزيز وجودها، ومواصلة أدائها لدورها التأطيري والنضالي والتنظيمي للمواطن المغربي أينما وجد، والمناضل الحركي المتشبع برسالتها خاصة والمحافظ على قيمها والواثق من سلامة توجهاتها ومصداقية مواقفها ،واتضحت حكمة الحركيين في حسن تدبيرهم وتوفيرهم لشروط مرحلة مرور هيئتهم بأهم محطة انتقالية تاريخية اجتازتها بأمن وسلام منذ تأسيسها، وقد سلمت الأسرة الحركية أمانة توجيه دفتها خلال السنوات الأربع المقبلة، إلى نخبة من الحركيات والحركيين المعروفين باخلاصهم والتزامهم وجديتهم وتفانيهم في بناء الحركة الشعبية، هؤلاء الذين أنيطوا بأمانة ومسؤولية الدفاع عن الحركة والمحافظة على رصيدها، والإخلاص لمرجعيتها، وتنمية خريطتها واسترجاع مواقعها، وجعل هياكلها فاعلة ومتحركة ومناضلة ،تعبر بكل واقعية عن الانتماء الى الحركة الشعبية، واعتبار هذا الإنتماء مفخرة وعنوان اقتناع بالفكر والتيار الحركيين ، وليس طريقا سهلا لتحقيق أهداف بدون تكلفة النضال والتضحية.
إن أولى المهام المنتظرة من هذه الإنطلاقة، هي توفير شروط دخول الحركة الشعبية معركة استحقاقات 2012، قوية بتدعيم وجودها المحلي والإقليمي والجهوي، اعتمادا على نسيج من المكاتب الحزبية، بها حركيات وحركيون قادرون على التفاعل مع الرأي العام المحلي باستقطاب كفاءات ونخب ناضجة، ملتزمة وواعية، مشاركة وحاملة لرسالة النضال والتضحية، بدل النقد دون أي بديل أومساهمة، وبعث الوجود الحركي بالأقاليم والجهات، التي أكدت نتائج الأنتخابات التشريعية والمحلية الأخيرة، على وجود خلل في تأطيرها أو اهمالها أو نزاعات بين مناضليها، ومن القضايا الآنية اعطاء انطلاقة التواصل مع الحركيين والانصات الى قضاياهم،وتعزيز صفوف الحركة بمنظمات موازية دائمة وفاعلة في الساحة الوطنية والمحلية.
إن اختبار استثمار نتائج المؤتمر الوطني الحادي عشر، تنطلق من مستوى الإستعداد لخوض غمار انتخابات 2012 التشريعية، والتي من المنتظرأن تشكل منعطفا هيكليا، يشكل خطورة على الأحزاب التي لاتنظم نفسها لمواجهة هذه المحطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى