الأخبار

مغرب المؤسسات

مهما لف ودار بعض المحللين لتطورات الوضع السياسي بالمغرب، فإنهم سيجدون أنفسهم عاجزين عن المضي في زرع بدور التشكيك، بعد أن اتضح للقاصي والداني، وبما لا يدع أدنى مجال الشك، أن المغرب أمة عظيمة “على قد كلامها على قد دراعها”. وقد بهت خصوم البلد، وما أكثرهم، بعد أن صنع المغاربة ، بالمشاركة والتعبير الحر، ملاحم محطة ديمقراطية متميزة في ظل العهد الجديد والدستور الجديد.
قال كل واحد منا كلمته، ولكل منا دواعيه ومبرراته وقناعاته، لكن ما هو أساسي في مجمل هذا، الروح الرياضية التي ميزت مواقف وردود فعل كل الأطراف الحزبية المشاركة، وهي مواقف تعكس مستوى النضج الحاصل في المجتمع وفي العقليات من خلال اعتبار كل المغاربة إخوة مهما كانت تبايناتهم وأطيافهم، فوحده الطيف الوطني يجمعنا.
الكل يتطلع إلى خدمة المغرب، من زوايا مختلفة ، لكنها تصب في مصلحة الوطن والمواطنين، وليس هناك من إنسان سوي يتمنى الفشل لمسار البلاد الذي يبعث على الاطمئنان بفضل ترسيخ واقع الدولة المؤسساتية القائمة على ثوابت خالدة: الملكية الدستورية، الدين الإسلامي الحنيف ووحدة المذهب والعقيدة، الوحدة الوطنية، الخيار الديمقراطي. فبانتهاج هذا السبيل القويم، يمكن أن نستحق شرف الانتماء إلى المغرب الذي هو رأسمالنا الوحيد والإرث الحقيقي الذي خلفه لنا الآباء والأجداد.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى