الأخبار

ما بعد الحداثة

محمد مشهوري:

منذ عقود خلت، خلص الباحث المغربي الراحل في ميدان السوسيولوجيا "بول باسكون" إلى الطبيعة الخاصة للمغرب كمجتمع مزيج، تتعايش فيه الأفكار وأنماط السلوك بالشكل الذي يعكس الغنى الحضاري والهوياتي.

هذه الخصوصيات تزعج الكثير من الناس الذين يريدون فرض قالب وحيد يسير على منواله بقية الخلق، في حين أن الأصل في حياة الإنسان هو الحرية.
إن المجتمع اليوم في أمس الحاجة إلى ترسيخ ممارسة هذا التنوع الهوياتي، في إطار احترام حرية الآخر في انتهاج ما يراه مناسبا لعيشه وراحته الفكرية دون الإخلال بحق بقية من يقاسمونه الفضاء.
مجتمعنا أيضا لا تنقصه الطاقات والموارد، بل يفتقر إلى الأفكار الكفيلة برسم مسار التقدم، لكن هذا يقتضي منا مقاومة النزعات المتطرفة والمريضة التي تعتبر المختلف عدوا يجب دحره بكل الوسائل.
هذا المجتمع في ثرائه وتعدد روافده قادر، في حالة تبنيه الحقيقي لقيمة الحرية على بلوغ مرحلة ما بعد الحداثة، شرط أن يتم إحداث قطيعة نهائية مع كل أشكال التحجر والحقد التي ليست صفات مغربية. فالمغرب رمز للتعايش والمحبة والتضامن والحرية، ومن يقول العكس فليبحث له عن حضن آخر !

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى