الأخبار

لن نقع في الفخ !

محمد مشهوري:

للبلد رب يحميه. هذا هو جوهر إيماننا في المغرب، الدولة /الأمة التي تكسرت على حدودها كل المؤامرات وفشلت رياح الغزو الفكري، شرقية أم غربية، في التغلغل إلى العقول والوجدان.
المغرب العظيم هذا وقف صامدا أمام المد العثماني الذي دق الأوتاد في الجارة الشرقية، كان ذلك منذ أزيد من قرن، هو المغرب الذي شكل الاستثناء الإيجابي في التعامل مع وهم “الربيع العربي” الذي لم تتخلص من تبعاته بلدان الجوار التي صدقت شعوبها وعود برنارد ليفي وبريق “الفوضى الخلاقة”، وكان ثمن السذاجة حروب أهلية وغياب الأمن والاستقرار.
هذا المغرب المحسود على نعمة الاستقرار، لا يزال مستهدفا من طرف جهات تخطط في الخفاء من أجل شغل المغاربة عن معركتهم الحقيقية، معركة تدعيم البناء الديمقراطي وتعزيز صرح المسار التنموي المتجسد في الأوراش الكبرى المهيكلة. وفي هذا الباب ليس الإرهاب هو العدو الوحيد، بل هنالك ثمة جبهات أخرى تعتمد سبل إذكاء نار التوتر الاجتماعي من خلال الركوب على مطالب فئات اجتماعية، من أجل ضرب الأمن والاستقرار.
لقد سبق لكاتب هذه السطور أن نبه قبل 2011 إلى ما يشكله غياب التأطير المؤسساتي للشارع من مخاطر، منبها إلى الدور الخطير الذي تضطلع به المنظمات غير الحكومية الأجنبية، من خلال إسهامها في احتضان أنشطة ظاهرها التأطير ونشر الديمقراطية وباطنها فصل الهيئات المخول إليها دستوريا التأطير عن المجتمع، وبالتالي إفساح المجال أمام قوى جديدة مؤثرة تخدم أجندات خارجية ترمي إلى ضرب قيمنا وثوابتنا في الصميم.
لحسن الحظ ولأن للبيت رب يحميه، فطنت العيون الساهرة على الوطن إلى هذه المخططات، واعتبرت مسؤولي بعض هذه المنظمات غير الحكومية الأجنبية أشخاصا غير مرغوب فيهم، وهو المنهج الذي يجب أن يتعامل به كل الغيورين على البلد مع كل من يريد أن يدس لهم السم في السمن، فلسنا في حاجة إلى من يعلمنا التواصل و ممارسة الحرية والديمقراطية، تكفينا قيم تمغرابيت لكي نكون “فران وقاد بحومة”.. وبه الإعلام والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى