الأخبار

لنحاول… ممارسة السياسة بلغة الشعر

تناول هذا العمود، في عدد أمس، مسألة حضور الثقافة في المجتمع، كإشكالية أصبحت تسائلنا أكثر من وقت مضى، بعد انحطاط المستوى الفكري وتردي الذوق العام، إن على مستوى الإبداع أو التواصل، إذ أصبحت اللغة المتداولة لا تخلو من إسفاف وابتذال.
السياسة هي الأخرى ممارسة نبيلة، نتجنى عليها ساعة تسويق الحقل السياسي وكأنه "تجمع للدهاء والمكر والخداع"، ولذلك يحتاج ممارس السياسة إلى انتهاج لغة الصدق، والنهل من ينابيع الفكر الإنساني في جانبه الشعري والوجداني والروحي.
"حب الأوطان من الإيمان"، هكذا تعلمنا منذ الصغر، كما تشبعنا في مدرستنا السياسية على الاعتقاد العميق بأننا حين اخترنا هذا الميدان الصعب، رفعنا شعار" المغرب أولا".
خدمة هذا الوطن والعمل على الارتقاء بمستوى أبنائه، يستلزم الالتفات، بين الفينة والأخرى، إلى مرآة التاريخ، لنعيد اكتشاف صور التضحية ونكران الذات التي صنعها الآباء والأجداد والرواد، والتي مهدت للأجيال اللاحقة بالتمتع بنعم الحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار.
علينا كما يقول الفرنسيون " عدم سب المستقبل"، وانتهاج لغة القلب والمودة في معيشنا اليومي. قد نختلف (نعم)، ففي الاختلاف رحمة، لكن بوسعنا أن نجهر بالحقيقة ب "36 طريقة"، دائما وفق لسان فولتير.
لنحاول عشق الوطن والسياسة بلغة الشعر، سنرى أننا لامسنا القلوب قبل العقول.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى