الأخبار

كلمة للتاريخ فقط…

حفيظ الزهري

نصف قرن من التأسيس يجر من ورائه تاريخ نضالي لا يقر به غير جاحد، سجن مؤسسون، عذب مناضلون..
من أجل الوطن دفع أجدادنا الثمن غاليا، من أجل الحرية من أجل التعددية سواء الحزبية أو الثقافية واللغوية.. من أجل عالم قروي عاش جميع أشكال التهميش ليحظى بتكافؤ الفرص كجميع أجزاء مغربنا الغالي أسست الحركة الشعبية.
حتى نذكر جيلنا… الحركة الشعبية حزب لم يستوح إيديولوجيته لا من الغرب ولا من الشرق، بل من مغربيته هويته وإيديولوجيته، لم يدافع عن طبقة معينة،بل جعل هموم ومشاكل المغاربة أولوية أولوياته، ساهم الرواد المؤسسون في كسر شوكة الحزب الوحيد ليتوجوها بالمساهمة في إخراج ظهير الحريات العامة الذي جعل من المغرب في زمن عز الديكتاتوريات يفتح أولى أبواب السير على درب الديمقراطية.
الحركة الشعبية لم تقاطع استفتاء دستور، لم تقاطع الانتخابات. من أجل المصلحة العليا شاركت في تسيير العديد من المجالس سواء القروية أو الحضرية في زمن كان الكل يقف على الضفة الأخرى رافضالكل أشكال المشاركة.
وبحكم أن العالم القروي أولوية الأولويات لدى الحركة الشعبية، دافعت عنه وبكل ما تملك من قوة حتى نعت بحزب البادية و”أصحاب الرزوز”.

نعت بحزب “التفرقة” فقط لأنه دافع عن الجهوية و الأمازيغية اللتين أصبحتا اليوم والحمد لله مدسترتان بحكم دستور ديمقراطي نتاج محطات نضالية نجني اليوم ثمارها: أمازيغية لغة رسمية وجهوية بصلاحيات واسعة نعيش أول انتخاباتها.
ربما العقول الضعيفة الذاكرة تنسى، لكن التاريخ يسجل أن للحركة الشعبية دور فعال في المسيرة الديمقراطية والتنموية لوطننا العزيز، وساهمت كحزب شارك في تسيير العديد من المجالس في فك العزلة عن العالم القروي وتحقيق التنمية المستدامة والتي يتطلع لها كل المغاربة.
فقط للتاريخ.. حزب الحركة الشعبية لم يكن يوما حزبا للأمازيغ فقط.. حزب لم يكن يوما حزب البادية فقط بل كان ولا يزال حزب كل المغاربة بشتى تلاوينهم الثقافية واللغوية وبكل انتمائهم الحضري أو القروي… حزب له تاريخ وحاضر ومستقبل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى