الأخبار

كلمة في حق مناضل حركي فذ الحاج العربي الدردوري مسار حياة من أجل الوطن

بقلوب مكلومة، ومآقي دامعة، ومشاعر طافحة، ودعت العائلة الحركية أحد مناضليها الأوفياء المرحوم الحاج العربي الدردوري، هذا الصرح الحركي والطود الشامخ الذي نذر حياته خدوما من أجل وطنه، مخلصا صادقا لمقدسات بلاده ثبت على العهد وما بدل تبديلا، عاش مرددا شعار "الله، الوطن، الملك"، مؤمنا بقيم بلاده ومسار أمته، ولم تؤثر في عزيمته وفكره وبعد نظره ولم تنل من مواقفه رياح التشويش .
لقد كان رحمه الله فارسا مقداما، وفاعلا نشيطا، وسياسيا مقتدرا، فعاش رحمه الله وفيا لوطنه إلى أن جاءه اليقين، ووري الثرى محفوفا بأحبائه ورفاقه، محمولا على أكتاف المقدرين لفضائله والمعجبين بخصاله.
اليوم أفل نجم مضيء من سماء الفكر الحركي، واحتجب شعاع ساهم في إنارة المسار وتعزيز الوجود الحركي. كان أسدا مخيفا لمن يكنون العداء للمبادئ الحركية في محيط عرينه. لقد غاب إلى الأبد موفيا بالتزامه تاركا فينا العبرة بالجهاد والإخلاص والوفاء بالعهد والعمل من أجل الوطن دون كلل أو ملل، غادرنا صائنا لنضاله وغيورا على هيئته إلى أن اسلم الروح إلى بارئها.
اليوم يودعك ،أيها العزيز ،الحركيون والحركيات، إلى مثواك الأخير بعد عشرة طويلة ، ودعوك إلى جوار ربك، وداع شهيد المبادئ والحكمة، فهنيئا لك أيها الأخ لكونك عشت معززا مرفوع الرأس، عالي الهامة، شامخ الطلعة، فانتقلت إلى دار البقاء مكرما مهابا مرتاحا، مؤبنا تأبين الأبطال.
يكفيك ما رددته ألسنة جماهير "أولوز" والوافدين عليها في محفل وداعك الحزين وداخل موكب جنازتك الرهيب وأنت تغادر دار الزوال إلى دار البقاء، زادك الثمين هو سجل أعمالك الذي تركته وراءك حافلا بما خدمت به وطنك وهيئتك ومدينتك.
وداعا أيها الصديق، فالكل إلى نفس الطريق مصداقا لقوله تعالى: إنا لله وإنا إليه راجعون. 
وعزاء رفاقك الباقين في الحياة قوله تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" وقوله تعالى "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى