الأخبار

قبل أن يفتر الحماس !

محمد مشهوري

تفرض علينا مصارحة ذواتنا الإقرار بأننا لم نقطع بعد الوادي "ونشفت رجلينا"، وبأن ما حققه المغرب من مكتسبات خلال السنة الماضية تنضاف إلى منجزات العشرية الأولى من القرن 21، لا يكفي لكي ندفن الرؤوس في وسائد الارتياح ونغرق في الأحلام الوردية.
لقد ساهم الحراك السلمي للشارع في فتح الأعين على ضرورة نهج سبل الإصلاح، كما كان الخطاب الملكي لتاسع مارس الماضي مبادرة رائدة شحنت قاطرة الإصلاح ببطاريات الأمل والصدق والإصرار على تحقيق الطفرة النوعية اللازمة، لكن مع ذلك لا يجب علينا الاعتقاد بأن تمكين البلاد من دستور جد متقدم وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة وتشكيل حكومة واسعة الصلاحيات هو سدرة المنتهى، لأن عملية التطبيق تحتاج إلى إرادة قوية مشتركة بين كل أطياف المجتمع.
هدف هذه الإرادة الجماعية مرتكزه الالتفاف حول مفاهيم قيمية تتبلور في سلوك يومي، من خلال تدابير ملموسة لا تخضع لمنطق المحاباة أو الأغلبية والمعارضة، حتى يطمئن الشعب إلى أن استئصال كل أسباب "الحكرة" والفساد حقيقة متجسدة على أرض الواقع ولا ريب فيها.
"الحكرة" هي أم الفساد، لأن الفاعل فيها يستفز الآخرين ويولد لديهم حقدا أعمى قابل للتحول إلى كل أشكال الانتقام من الذات أو المحيط، كما أن استمرار مظاهر المحسوبية وإعمال القرابة في الاستفادة من الحقوق في إطار تكافؤ الفرص والتستر على هذه المظاهر واستبلاد الشعب، من شأن ذلك أن يفرغ الدستور الذي نفخر به من محتواه والعودة بنا القهقرى إلى الوراء، وهذا ما لانتمناه لهذا البلد.

mechahouri61@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى