الأخبار

في ندوة “حركة من أجل الوطن” حول موضوع “العلاقات المغربية الخليجية”المغرب يتطلع إلى تعزيز المساهمة الخليجية في برامج التمويل لمشاريع التنمية

توقع المتدخلون في الندوة التي نظمتها جمعية "حركة من أجل الوطن" مساء أول أمس بالرباط، أن تكون الزيارة الملكية لدول مجلس التعاون بداية تأسيس لمرحلة جديدة في علاقات المملكة ببلدان الخليج بالخصوص.
وأجمع المشاركون في هذا اللقاء الذي ناقش "العلاقات المغربية الخليجية" ونشطه محمد مشهوري رئيس تحرير جريدة الحركة، أن بلدان مجلس التعاون، ما فتئت تؤكد إعجابها بالتجربة السياسية المغربية التي مكنت البلاد من تأمين الاستقرار والأمن وخوض مسلسلات الإصلاح.
وردا عن سؤال ل"الحركة" الذي تمحور، حول مدى ارتهان جودة العلاقات المغربية الخليجية، بتحسين صورة المرأة المغربية، التي ارتبطت في ذهن الخليجين بأوصاف كالدعارة والسحر وخطف الرجال، والتي كرسها الإعلام والدراما الخليجيين، حتى أصبحت مصدر قلق للمغاربة، لدرجة أن الأمر وصل إلى البرلمان بعدما توجه الرأي العام عبر جمعيات إلى مطالبة الحكومة بالتدخل ؟ أكد مصطفى أسلالو (أستاذ بجامعة محمد الخامس، ومنسق مرصد العمل البرلماني) أن الأمر يشكل استثناء، موضحا أن الأمر لا يرتبط بصورة المرأة المغربية، وإنما يتعلق أيضا بصورة الرجل الخليجي، قائلا" للأسف هناك صورة مغلوطة عن الصورة الحقيقية للمرأة المغربية، لكن هذا الأمر لا يشكل قاعدة، بل مجرد "استثناء"، مضيفا "صحيح هناك حالات شاذة، وهي توجد في أي مكان لكن لا يمكن القياس عليها".
وأبرز أسلالو، سياق الزيارة الملكية لبعض الدول الخليجية، والظروف الإقليمية والدولية المحيطة بها، قائلا " يتوقع منها أن تؤسس لمرحلة جديدة في علاقات المملكة ببلدان الخليج بالخصوص، سيما وأنها تجسد تقدير هذه البلدان وإعجابها بالتجربة السياسية المغربية التي مكنت البلاد من تأمين الاستقرار والأمن وخوض مسلسلات الإصلاح"، مضيفا أن المغرب يتطلع إلى تعزيز المساهمة الخليجية في برامج التمويل لمشاريع التنمية بالمملكة.
وأضاف أسلالو أن الأمر لا يخلو كذلك من بعد سياسي واستراتيجي، حيث أن نجاح النموذج الديمقراطي المغربي المتميز يعتبر الورقة الرابحة لتقوية جاذبيته الاستثمارية في الأوساط الاقتصادية والمالية الخليجية، سيما وأن قمة مجلس التعاون التي عقدت في ماي 2011 – يستطرد أسلالو – ارتأت ضرورة ضم المغرب إليها باعتباره شريكا أمينا وسوقا مستقرا للاستثمارات الخليجية.
واعتبر أن زيارة جلالة الملك تندرج في إطار تنفيذ التشاور المشترك بين القيادات لإنجاح اتفاق التعاون والعمل الجماعي لاستيعاب المتغيرات البيئية الإقليمية والدولية وللتعامل مع ما تفرزه من فرص وتحديات، مشيرا أيضا إلى أن المغرب لم يتوان، ومنذ عهدي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، في لعب الدور التاريخي الذي اختاره كإستراتيجية عمل في إحلال السلم والاستقرار في المنطقة ونصرة الأشقاء والدفاع عن مبادئ وحقوق مشروعة، وبالتالي يضيف – الأستاذ الجامعي – من الصعب تناول موضوع العلاقات المغربية الخليجية من الجانب السياسي المحض، لأن هناك تداخلا وتكاملا وأحيانا تضارب بين ما هو سياسي والمصالح الاقتصادية والاجتماعية وكذلك الثقافية.
وقال أسلالو إن هذه العلاقات ليست وليدة اليوم بل هي نتيجة أواصر الإخاء والصداقة والتعاون التي ربطت على الدوام بين ملوك المغرب وملوك وأمراء دول الخليج، قائلا "لنأخذ بلدا كالكويت مثلا، فالتاريخ يسجل للمغفور له محمد الخامس مناصرته لهذا البلد ضد تهديدات العراق وتأييده لعضويتها بعد استقلالها في جامعة الدول العربية، قائلا "من منا لا يتذكر خطاب المرحوم الحسن الثاني طيب الله ثراه الموجه إلى صدام حسين يحذره من عواقب غزو الكويت، وسيرا على نهج أسلافه المنعمين نذكر بالدعم اللامشروط لجلالة الملك محمد السادس لقضية الأسرى والمفقودين الكويتيين منذ توليه العرش"، مبرزا أن المبادلات الاقتصادية تقوت بشكل ملحوظ في عهد الملك محمد السادس، مشيرا أيضا إلى زيارة جلالة الملك إلى مخيم الزعتري بالأردن وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية للاجئين من طرف البعثة الطبية العسكرية المغربية تدخل في صميم التحالف الاستراتيجي بين المملكة ودول الخليج زائد الأردن لتحقيق المصالح المشتركة.
وفي السياق نفسه، قال الأستاذ نبيل بوبراهيمي (أستاذ بكلية الحقوق بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة)، إن تدعيم آليات التعاون بين المغرب و دول مجلس التعاون الخليجي سيعطي دفعة قوية لأوراش التنمية التي انخرطوا فيها في شتى القطاعات الحيوية".
وأضاف بوبراهيمي إن ذهاب المغرب في اتجاه التحالف الاستراتيجي مع دول مجلس التعاون الخليجي هو في حقيقته بحث حثيث عن التعاون والتطوير المرتكز على الثقة المتبادلة بين الدول على الأمد الطويل، مضيفا أن دول مجلس التعاون الخليجي تبحث عن تنويع مصادر دخلها باستثمار عائدات النفط في مجالات متعددة فضلا عن فرص الدعم الأمني واللوجيستي والتعاون العسكري، مشيرا إلى أن الاستثمارات بين دول مجلس التعاون والمغرب مرشحة للارتفاع بعد الزيارة الملكية الناجحة للسعودية وقطر والإمارات والكويت التي تشكل إلى جانب البحرين وسلطنة عمان مجلس التعاون لدول الخليج، مبرزا المؤشرات الاقتصادية والتجارة الخارجية لدول مجلس التعاون مع المغرب، وحجم المبادلات التجارية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي? حيث أشار إلى أن واردات المغرب من الدول الخليجية سجلت السنة الماضية رقم معاملات بلغ 29 مليار درهم(80 في المائة صادرات نفطية)? مقابل صادرات مغربية بلغت مليار درهم.
إلى ذلك، أبرز حميد واوك (المنسق العام لجمعية حركة من أجل الوطن) سياق تنظيم هذه الندوة التي حضرتها فعاليات وطنية وعربية، قائلا إنها تندرج في إطار مواكبة العمل الدبلوماسي الذي يقوم به جلالة الملك والذي يعتمد على الانفتاح على بلدان مجلس التعاون وذلك في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون السيادية.

صليحة بجراف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى