الأخبار

في كلمة تأبينية.. الكثيري يعدد مناقب المحجوبي أحرضان..الراحل كان مقاوما جسورا ومجاهدا مبرورا

صليحة بجراف
أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الدكتورمصطفى الكثيري، أن المقاوم المرحوم المحجوبي أحرضان، بصم المشهد السياسي الوطني، واصفا إياه ب”المقاوم الجسور” و”المجاهد المبرور”قائلا:”كنت يرحمك الله من مناضلي الساعات الأولى ومن الماهدين للعمل الوطني وانخرطت مبكرا في العمل الوطني، يشهد لك التاريخ أنك كنت من ضمن الرافضين قطعا لنفي جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ومبايعة صنيعة الاستعمار البغيض مما أدى إلى إعفائك من مهامك وتعرضك لشتى المضايقات والتحرشات من طرف المستعمر، شاركت إلى جانب رفاقك في الكفاح المرحوم الدكتور عبد الكريم الخطيب وعبد الكبير الفاسي في وضع اللبنات الأولى لتأسيس جيش التحرير وساهمت في تكوين فرق في نواحي أزمور”.

وأضاف الكثيري في كلمة تأبينية في حق الزعيم الحركي المحجوبي أحرضان الذي غادرنا يوم الأحد الماضي إلى دارالبقاء، أن الفقيد “نذر نفسه وروحه وحياته مؤمنا بقضية وطنه ومتعلقا بمقدساته مثابرا في اتصالاته وعلاقاته بأقطاب الوطنية عاملا من أجل إعلاء راية وطنه وحريته ووحدته ، حيث كان من رجال الدولة الذين يعتز بهم ويبر بهم الــوطن، تجهر بالحق ولا تخشى في الله لومة لائم”.

وأشارالمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى أن الراحل، واصل مشواره السياسي بعد الاستقلال حيث تقلد لعدة وظائف حكومية عديدة، منها عاملا على الرباط و خاض غمار العمل السياسي بشغله منصب الكاتب العام للحركة الشعبية في مؤتمرها الثاني بمراكش عام 1962، وشارك في عدد من الحكومات المغربية وتقلدت عددا من المناصب الرفيعة ومن بينها وزير الدفاع في أول حكومة شكلها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني ما بين 1961 و 1964، وفي غشت 1964، عين وزيرا للفلاحة ثم وزيرا للفلاحة والإصلاح الزراعي في يونيو 1965، وعين ما بين فبراير 1966 ومارس 1967 وزيرا للدولة مكلفا بالدفاع الوطني، وفي 1 مارس 1977، عين وزير دولة، وفي 10 أكتوبر من نفس السنة، عين وزير دولة مكلف بالبريد والمواصلات عام 1977، كما عين أيضا وزيرا للتعاون في عام 1979، ووزير دولة عام 1983 بصفته زعيم أحد الأحزاب الستة الكبرى في المغرب، وفي مارس 2006 كان له إسهام وازن في توحيد صفوف الحركة الشعبية وجمعها في حزب واحد في حزب واحد هو “الحركة الشعبية”، حيث تم اختياره رئيسا للحزب”.

الكثيري، الذي لم يفته التذكير أيضا بأن أحرضان، عرف بِدَماثَةِ الخُلُقِ وقوة الصبرولطف المعشر، حيث أردف متابعا:”يشهد لك الجميع بصفاء سريرتك وحسن سيرتك ونبل أخلاقك وسمو مقاصدك ولطف معشرك وصدق رفقتك، كنت راسخ الإيمان قوي الصبر ورفيع القدر، ومعروف عنك صفات الجود والكرم تفرح للضيف وتعتني بالوافد عليك وتلقاه بالابتسامة والانشراح وتحيطه بطيب الحفاوة وكرم الوفادة وحسن الاستقبال، وصفوة القول، انك كنت من خيرة الناس ومن معدن المقاومين الأتقياء الأصفياء الذين آمنوا برسالتهم النبيلة وأدوا واجبهم الوطني وتواصوا بالحق”، مبرزا أنه عندما ألم به السقم واشتد عليه في الآونة الأخيرة تحمل الأمر بصبر وشجاعة الصابرين وإيمان المؤمنـــين المحتسبـين، ولامس وعاين الجميع مشاعر ومظاهر التعاطف والتراحم في وجوه كل رفاقك ومحبيه ومعارفه والمحيطين به من عائلته واهله وذويه وكلهم أمل وتفاؤل في أن تتجاوز علة المرض الذي ألم به وألزمه الفراش. لكن إرادة الله شاءت أن تلبي داعي ربك وتلتحق بجواره فلم يمهلك القدر”.

فهنيئا لك بلقاء ربك بعد حياة جاهدت فيها وأعطيت الكثير.وقدمت جليل الأعمال الصالحات ، فلله ما أعطى ولله ما اخذ.وسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى