Non classé

في تدخل الأخ السعيد أمسكان بإسم الفريق الحركي بمجلس النواب في الجلسة المخصصة لمناقشة انعكاسات زيارة ملك إسبانيا إلى مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين

اعتبر الأخ السعيد أمسكان رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب في كلمته خلال الجلسة الخاصة التي عقدها المجلس زوال يوم الاثنين الماضي لمناقشة تداعيات زيارة ملك إسبانيا إلى مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين من طرف اسبانيا أن هذه الزيارة تشكل استفزازا لمشاعر الشعب المغربي الذي تربطه مع إسبانيا أواصر الجوار والتاريخ والثقافة والشراكة والعلاقات الاجتماعية الهامة باعتبار إسبانيا بوابة المغرب على أوروبا وقد مثلت هذه الزيارة من المؤسسة الملكية في شخص الملك خوان كارلوس تحديا سافرا وضربة موجعة لعلاقة البلدين الصديقين، حيث كان من المنتظر أن تبقى المؤسسة الملكية الإسبانية في منأى عن التأثيرات الحزبية والافكار الاستعمارية والجمعيات العنصرية المعادية للتفتح والانفتاح وانتزاع بدلة الاستعمار والتوسع وفرض الهيمنة، وقد تطرقت كلمة الفريق الحركي الى المراحل التاريخية والمحطات التي عرفتها الصراعات بالمنطقة منذ الفتح الاسلامي الذي شكل المغرب معبرا له وإسناد تباشيره الأولى الى قائد مغربي.
وقد أكد الأخ رئيس الفريق على تشبث المغاربة بوحدتهم الترابية بالجنوب والشمال معتبرا موضوع الوحدة الترابية نقطة إجماع بين جميع المغاربة على اختلاف مشاربهم السياسية وتوجيهاتهم الفكرية ويتعلق الأمر بسبتة ومليلية وسائر الجزر مؤكدا تجند المغاربة وراء جلالة الملك نصره الله لاستكمال الوحدة الترابية، مثمنا في نفس الوقت قرار جلالته الحكيم باستدعاء السفير المغربي للتشاور ولأجل غير مسمى، داعيا الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في مواجهة الأزمة ومهيبا في نفس السياق إلى إعداد استراتيجية دبلوماسية متكاملة لمواجهة إشارات التصعيد التي أرسلتها إسبانيا من خلال تصرفاتها مع الجالية المغربية ومحاولة الإهانة التي خطط لها، وعرقلة مرور البضائع المغربية والزيارة الملكية التي كانت سبب انفجار الأوضاع.
إن المغرب ليعبر عن أسفه وهو يرى إسبانيا جادة في خلق المشاكل مع أقرب جيرانها حيث تعيش على أهبة الاستعداد للمواجهة كما حدث في أزمة جزيرة ليلى التي تحركت بشأنها الأساطيل البحرية الظاهرة والخفية، وكأن ما يهمها هو المواجهة مع المغرب، في حين أن لمغرب كان دائما يسعى إلى تهدئة الأجواء، وتحسين العلاقة، وتطبيع التعامل في كافة المجالات، وقد عبرت بلادنا في عدة مناسبات على الرغبة في فتح حوار مسؤول وبناء من أجل الوصول الى صيغة لحل مشكل المدينتين المحتلتين بما يحافظ على السيادة ويصون المشاعر، وللتذكير فقد توجهت فعاليات نيابية في نفس اليوم إلى السفارة الإسبانية بالرباط شارك فيها أعضاء من مكتب المجلسين وأعضاء لجنتي الخارجية ورؤساء الفرق النيابية، وقد تسلمت السفارة رسالة احتجاج تعبر عن موقف البرلمان الذي يتلاحم مع موقف المجتمع المدني والأحزاب السياسية التي عبرت هي الأخرى عن نفس المشاعر، وقد دعت باقي مكونات المعارضة بمجلس النواب إلى وجوب ادماج موضوع سبتة ومليلية في مظاهر الحياة الثقافية والبرامج الدراسية وجعل يوم الخامس من نونبر يوم التذكير والتحسيس بهذا الموضوع.

البرلمان – عبد الرحمان بوحفص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى