الأخبار

في الذكرى الأربعينية لرحيل “أيقونة الحركة الشعبية الفقيدة زهرة الشكاف”الحركيات والحركيون يبكون امرأة جمعت بين كل صفات النبل واشتهرت في حياتها بمواقفها الثابتة بخصوص القضية الوطنية الأولى

صليحة بجراف

أحيت العائلة الحركية، مساء أول أمس الثلاثاء بمقر الأمانة العامة للحركة الشعبية بالرباط، الذكرى الأربعينية لرحيل الأخت زهرة الشكاف، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية.


الحفل التأبيني الذي التأمت فيه العديد من الأطياف الحزبية السياسية وأصدقاء ومعارف وأسرة الراحلة، استهل بأمداح دينية وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وعرض شريط مصور يستعرض جانبا من أنشطة "أيقونة" الحركة الشعبية كما يحلو للحركيات والحركيين أن يلقبوها به، تميز بشهادات مؤثرة، استحضرت فيها مناقب وخصال الراحلة التي كانت أما وأختا وصديقة للجميع.


وقد أجمعت مختلف الشهادات، على أن الفقيدة، زهرة الحركة الشعبية، كانت نموذجا لحسن الأخلاق الحسنة والتواضع والبشاشة التي كانت دائما تعلو محياها حتى في أحلك اللحظات التي عاشتها بعد المرض، كما كانت أيضا امرأة مناضلة ووطنية تنتمي لعائلة مقاومة، مبرزين الخصال الحميدة التي ميزت شخصيتها وخاصة تفانيها في خدمة القضية الوطنية الأولى. 


من جهته، قال الأخ محند العنصر أمين عام الحركة الشعبية، إن الراحلة الأخت زهرة الشكاف، كانت من أنشط الأعضاء بالحركة الشعبية سواء في إطار مؤسسات الحزب أو تحت قبة البرلمان.


وأضاف الأخ العنصر أن الفقيدة، التي تميزت بالوداعة إلى درجة ترك حقها لأنها لا تحب المشاكل، كانت جريئة وشجاعة عندما يتعلق الأمر بالقضية الوطنية، وقد تركت لدى كافة القوى السياسية داخليا وخارجيا صورة يضرب بها المثل في الدفاع عن قضايا المرأة والتعريف بالروابط الوطيدة التي تجمع بين أفراد القبائل الصحراوية والعرش العلوي، شأنها في ذلك شأن والدها الذي كافح خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي من أجل عودة الأقاليم الصحراوية إلى الوطن الأم، مبرزا أن الأخت زهرة الشكاف ـ التي ربما لن تعوض في الحركة الشعبية ـ قامت بواجبها، بكل ما في الكلمة من معنى، اتجاه الوطن واشتهرت في حياتها بمواقفها الثابتة بخصوص القضية الوطنية الأولى.


كما لم يفت الأخ العنصر التحدث والتنويه أيضا بقرارها الشجاع رفقة صديقتها ورفيقة دربها في النضال السياسي والحياة، الأخت حليمة عسالي( عضو المكتب السياسي)، عندما قررتا عدم الترشح للبرلمان بعد ولايتين تشريعيتين، تاركتان المجال لوجوه حركية أخرى. قائلا إن فقيدة الحركة الشعبية الأخت زهرة الشكاف، التي كانت عضوا بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وشغلت منصب رئيسة جمعية النساء الحركيات، من أوائل الأطر النسائية المغربية الصحراوية اللواتي تبوأن مواقع قيادية في حزب الحركة الشعبية، أبانت من خلالها عن قدرات متميزة في العمل السياسي والتنظيمي، ودفاعها المستميت عن القضية الوطنية.


وفي نفس السياق، ذكرت رفيقة دربها في النضال السياسي و صديقتها الحياة، الأخت حليمة عسالي عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، التي أبكت الحاضرين، بمواقف الأخت زهرة الشكاف سواء داخل قبة البرلمان أو في الحزب وحتى في المحافل الوطنية والدولية، مستحضرة ما كانت تتحلى به الراحلة من أخلاق عالية، ومن غيرة وطنية صادقة، ومن ولاء وإخلاص للعرش العلوي و التفاني ونكران الذات في مختلف المهام والمسؤوليات الحزبية والسياسية التي تقلدتها، سواء في تعاطيها للشأن العام كبرلمانية، أو كرئيسة لجمعية النساء الحركيات، أو كعضو في المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، قائلة" مخاطبة الراحلة، يا رفيقة دربي إن الدرب بعدك أصبح موحشا، ستظلين حية في قلبي وفي قلب كل حركية وحركي غيور على ممارسة العمل السياسي المتسم بأخلاق، وعاشق لوطنه المغرب، كما كنت نموذجا في التعامل الإنساني الحقيقي، و ـ تستطرد الأخت عسالي بصوت متقطع من شدة تأثرها لفراق صديقتها في الدرب ـ مدافعة شرسة عن القضية الوطنية، معتزة بمغربيتها وقيمها.


بدوره، استعرض الأخ محمد أوزين، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية ـ الذي صعب عليه الحديث من شدة التأثرـ خصال الفقيدة الأخت زهرة الشكاف، قائلا إن الأخت زهرة الشكاف التي ستظل بقلوب كل الحركيات والحركيين، زهرة يانعة لما كانت تتميز به من خصال حميدة ومواقف شجاعة، قامت بواجبها بكل ما في الكلمة من معنى، اتجاه الوطن واشتهرت في حياتها بمواقفها الثابتة بخصوص القضية الوطنية الأولى.


من جهتها، قالت الأخت فاطمة كعيمة مازي (برلمانية ونائبة الراحلة في جمعية النساء الحركيات)، مخاطبة روح الفقيدة" غادرتنا يازهرة ونحن، نساء الحركة الشعبية، في أمس الحاجة إلى حضورك، الذي كان يمنحنا القوة ويشعرنا بدفء خاص يقوي صفنا، في اللحظات الصعبة، غادرتنا بعد عمر قصير، وتلك مشيئة الله، لكن ثمرات هذا العمر لم تكن لتخضع لحساب السنوات والشهور والأيام، لأن زهرة كانت نخلة شماء لا تبخل بالثمار، إن كان من أجل الوطن أو من أجل الحزب أو من أجل أي قضية تراها عادلة".


إلى ذلك، أجمعت مداخلات كل من بسيمة حقاوي وجميلة المصلي (العدالة والتنمية)، فتيحة العيادي وخديجة الرويسي (الأصالة والمعاصرة)، وياسمينة بادو(الاستقلال) لطيفة جبابدي (الإتحاد الاشتراكي) وغيرهن، على أن الراحلة التي كانت دائما تردد" يحرق المعارضة التي تجعل أخلاقي تسيء إلى الناس"، كانت نموذجا في التعامل الإنساني الحقيقي، ومدافعة شرسة عن القضية الوطنية، معتزة بمغربيتها وقيمها وحتى ب"ملحفتها الصحراوية" التي لم تتخل عنها يوما حتى في المحافل الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى