الأخبار

في الحاجة إلى لحظة تأمل سياسية

محمد مشهوري:

أبانت محطة "التشنج الاجتماعي" الأخيرة أن هناك ثمة شيء ليس على ما يرام، كما أبانت طبيعة النقاشات السياسية السابقة عن وجود حالة "إنهاك" لدى بعض مكونات النخبة السياسية لهذه البلاد مع ما ترتب عن ذلك من حالات "شد عصبي" حول دائرة النقاش إلى "حلبة" للصراع.

سنة 2011، وفي خضم التقلبات التي عرفها العالم من حولنا، صنعنا الاستثناء بفضل الوعي الجماعي الذي تميزنا به في مواجهة الموجة، وقطعنا كل الأشواط اللاحقة بنجاح مشهود، لكن على ما يبدو نحن اليوم في أمس الحاجة إلى وقفة تأمل سياسية، بعيدا عن التشنجات التي خلخلت تموقعات الناس ومواقفهم وجعلتهم تائهين وسط بحر من التصريحات والتصريحات المضادة، التي تندرج في سياق سياسوية حذر منها ملك البلاد في خطبه، ومنها خطاب جلالته خلال افتتاح الدورة الحالية للبرلمان.
علينا أن نراعي في كل حركاتنا وسكناتنا أن مصلحة الوطن فوق كل المكاسب الشخصية والاعتبارات الذاتية، وعلى الفرقاء السياسيين أن يدركوا بأن الأمر لا يتعلق بتدافع فيه غالب ومغلوب، بل يجب أن يكون المنتصر دائما هو المغرب.
إن الفعل السياسي النبيل يقتضي أن نتحمل جوع البطن، لكن مع عدم التسامح مع جوع النفس والروح، لأن الرضوخ لرغبة هذا الأخير هو الذي يكلف البلاد كثيرا من خلال ممارسات تكرس التطاول على مقدرات البلاد. فشعبنا شعب عظيم وصبور و"يفهمها وهي طايرة"، ومستعد ل"تزيار السمطة" من أجل الوطن شرط أن يكون "التزيار" عاما لا استثناء فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى