الأخبار

في أفق تحضير الحركة الشعبية لمؤتمرها الوطني الحادي عشر


قال الدكتور أحمد بنقدور (باحث ومهتم بالشأن السياسي)، إن السؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن والحركة الشعبية تستعد لعقد مؤتمرها الوطني الحادي عشر أيام 11 و12 و13 يونيو المقبل، هو هل تكفي المسافة الزمنية، التي تفصل
بين المؤتمر الإندماجي العاشر للحركة الشعبية، الذي عقد سنة 2006، والمؤتمر الوطني الحادي عشر المقبل، لتقييم إيجابيات المرحلة.
وأوضح بنقدور، في تصريح ل”الحركة” أن هذه المدة في ظاهرها غير كافية، باعتبار أن أربع سنوات لا يمكن أن تتأسس فيها ثقافة جديدة، أو منهج أو أسلوب جديد، خاصة على المستوى التجريدي، غير أنه إذا نظرنا إلى هذه المدة – يضيف ذات المصدر ـ لوجدنا أشياء كثيرة تغيرت في الحركة الشعبية، منها شيوع الممارسة الديمقراطية في التعامل مع الرأي، والرأي الآخر، موضحا أن العديد من الأصوات كانت تحاول في الماضي البعيد، طرح أفكارها لكنها تواجه بالتهميش أو الإقصاء، وغالبا “ما يوظف فيها أرض الله واسعة”، لكن الأمر الآن تغير، مما يؤكد أن فترة ما قبل 2006 قد ولت، مبرزا أن هذا تقدما نوعيا في الممارسة الديمقراطية، مشيرا إلى أنه خلال أربع سنوات أيضا استقرت قناعة الحركيات والحركيين على أنهم ينتمون إلى تنظيم موحد هو الحركة الشعبية، دون أن يحصروا أنفسهم في دائرة ضيقة، وهذا إنجاز كبير في تصحيح الانتماءات، وردها إلى مرجعيتها الأساسية في الحركة الشعبية، كما تم وضع لبنة صلبة لبناء المستقبل القريب للحركة الشعبية في إطارها الشمولي، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالشبيبة الحركية التي تأسست في جو ديمقراطي، قل نظيره ليس عند الحركة الشعبية فقط، وإنما عند أغلب الأحزاب السياسية، حيث تم الإحتكام إلى الديمقراطية في بناء الهياكل وتقلد المسؤوليات، كما أن النظام الأساسي الذي صوت عليه المؤتمر باعتباره نظاما نوعيا يساهم بدون شك في بناء جيل جديد من المناضلات والمناضلين الحركيين يؤمنون بالمساواة والتسامح والديمقراطية وبالتالي يستطيعون أن يتخطوا عتبات الزعيم ليلتفوا حول رحاب التنظيم، مبرزا أيضا أن الحركيات والحركيين تمكنوا خلال أربع سنوات من تحقيق ما كان صعبا عليهم في السابق حيث كانت المؤتمرات الإقليمية تنظم بشكل ارتجالي، إذ كان كل تنظيم حركي (الحركة الشعبية، الحركة الوطنية، والإتحاد الديمقراطي)، يجمع أشتاته لمؤتمرات خاصة، أما اليوم، فإن المؤتمرات الجهوية، تنعقد في إطار الهوية الحركية، بمعنى حزب واحد موحد، وهذا ليس بالأمر الهين سيما وأن عقلية الإندماج لم تتوفق فيها أحزاب كثيرة، وبالتالي فالحركة الشعبية كانت السباقة لهذه المبادرة وقد نجحت فيها.
صحيح أن جميع المبادرات الرائدة يضيف الدكتور بنقدور، تتعامل مع ما هو استراتيجي، بمعنى إمكانية وجود الخسائر الآنية، لكن الرهان في الاندماج كان لحساب بناء المستقبل، وذاك ما كان بالنسبة للحركة الشعبية التي قد تكون خسرت بعض الشيء، في الاستحقاقات الانتخابية (برلمانية أو جماعية)، في سبيل تحقيق طموح الحزب الحركي الوحيد، وإحياء الإيديولوجية الحركية وتأهيلها لمستقبل واعد، يؤمن بما هو أصيل ويعمل على مواكبة كل ما هو جديد أو حداثي.

صليحة بجراف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى