الأخبار

فسحة الصيف !

محمد مشهوري

تعودنا أن يحمل إلينا قدوم الصيف، خاصة إذا تزامن مع شهر رمضان، فصولا غير طبيعية من المسلسلات التي تجري مشاهدها على أرض الواقع، بعيدا عن "سيتكومات" داري البريهي وعين السبع.
الصيف هذا العام بدأ ساخنا، على مستوى الحقيقة والمجاز. حقيقة قهرت الحرارة الخلق الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن السفر والاستجمام في الشواطئ بحكم تحسبهم لمصاريف رمضان والدخول المدرسي الذي يليه مباشرة، ومجازا نعيش على إيقاع تسخين "الطرح" حول مسألة الحريات التي يفترض أن الدستور قد حسم فيها كمكتسبات غير قابلة للتصرف، وكذا على الاعتقالات التي طالت بعض المسؤولين.
وإذا كانت مستجدات "التسخين" تستأثر باهتمام بعض المنابر الإعلامية كمادة مثيرة ودسمة، فإن عددا من الناس يؤاخذون علينا عدم مسايرتنا للموجة.
في حقيقة الأمر، إن اعتماد أسلوب الإثارة الإعلامية من أسهل ما يكون، لكننا حين نستحضر جانب المسؤولية، مسؤولية كوننا لسان حال حزب وازن، ننأى عن هذا الطريق السهل، وهاهي بعض الأسباب والمبررات:
أولا، نؤمن بأن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته، كما نؤمن باستقلالية القضاء ونرفض أن يكون الإعلام أداة للتأثير على العدالة، إذ في عدد من الحالات تصدر بعض الصحف صك الإدانة قبل أن يقول القضاء كلمته.
ثانيا، ندرك حجم الضرر المعنوي الذي يلحق بالمتهمين وذويهم، والذي يصعب جبره حتى إن تمت تبرئتهم.
لكل هذه الحيثيات، سنعمل على مواكبة "فسحة الصيف" بكل مهنية وموضوعية وتجرد، على الرغم من صعوبة هذا المسلك.
كل صيف وأنتم بخير !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى