Non classéالأخبار

عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.. مساهمة هامة في أجندة السلام والاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية

تشكل المسيرة الخضراء المظفرة، التي يحتفل الشعب المغربي اليوم الاثنين، بذكراها الثانية والأربعين، لحظة قوية للتوقف عند هذه الملحمة التاريخية الفريدة من نوعها على المستوى العالمي، ومناسبة لتجديد التأكيد على الالتزام الراسخ وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل دعم الوحدة الترابية والدفاع عن سيادة المملكة، وسط اعتراف دولي بالمساهمة الهامة للمغرب منذ عودته إلى أسرته المؤسساتية الإفريقية، في أجندة السلام والاستقرار والتنمية في القارة.

وإذا كان سادس نونبر 1975 تاريخا سيظل موشوما إلى الأبد في ذاكرة أولئك الذين سنحت لهم الفرصة لمعايشة ملحمة المسيرة الخضراء، وكذا في أذهان كل الأجيال اللاحقة، لكونها تمثل تعبيرا واضحا عن إرادة الشعب المغربي للدفاع عن قيمه المقدسة واسترجاع حقه المسلوب، فإن 30 يناير 2017 سيظل كذلك يوما تاريخيا يسجل لعودة المملكة، التي لقيت ترحيبا واسعا ، إلى أسرتها المؤسساتية الإفريقية: الاتحاد الإفريقي.

ويسعى المغرب، القوي بخبرة وتجربة تحظى بتقدير البلدان الإفريقية، قادة وشعوبا ، إلى تقاسم خبرته مع كافة البلدان الإفريقية ومساعدة شركائه الأفارقة على اللحاق بركب التنمية .

وبالفعل، ذكر جلالة الملك في خطابه في 31 يناير 2017 في قمة رؤساء الدول الإفريقية بأديس أبابا، بأهمية العلاقات الثنائية بين المغرب وإفريقيا. وشدد جلالته على أهمية التعاون جنوب- جنوب، مجددا التأكيد على عزم المغرب تقاسم خبرته مع كافة البلدان الإفريقية، وتقديم كافة الدعم الضروري حتى تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك في إطار مقاربة مربحة لجميع الأطراف. ومجمل القول فإن مشروعا متكاملا من أجل إفريقيا يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الملك المتبصر، الذي تشكل إفريقيا بالنسبة لجلالته، أولا وقبل كل شيء، مسألة مصير مشترك . وفضلا عن ذلك، فقد عبر العديد من القادة والمسؤولين الأفارقة الواقعيين والبراغماتيين عن إعجابهم بالرؤية الملكية وعن اهتمامهم بالمقاربة المغربية.

وتمكن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، التي تمت المصادقة عليها ، يوم 30 يناير 2017 في أديس أبابا، من قبل القمة ال28 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، بدون شك، بلدان القارة من الاستفادة من التجربة الهامة التي راكمتها المملكة خلال السنوات الأخيرة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك. كما أن التقدم الذي أحرزه المغرب والتجارب التي راكمها في عدة مجالات ستمنح بلدان القارة الفرصة للاستفادة منها بفضل عودة المملكة إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي والتزامها بتعزيز مشاركتها ضمن أسرتها الإفريقية.

إنها عودة طبيعية للمغرب، ليست فقط بسبب العامل الجغرافي، لأن الجذور المغربية عميقة في إفريقيا، كما أكد على ذلك جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وعامل التاريخ مرتبط بالكفاح المشترك من أجل التحرر من نير الاستعمار، وهناك روابط ثقافية وروحية قوية تجمع المملكة بالبلدان الإفريقية، القريبة أو البعيدة، كما أن هناك انخراطا فعليا وإراديا وناجعا للمغرب في جهود تنمية القارة، وذلك بفضل الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وخارج منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا) الذي غادره في عام 1984، لم يتنكر المغرب أبدا لانتمائه والتزامه التضامني نحو إفريقيا. كما واصلت العلاقات الثنائية بين المملكة والدول الإفريقية تطورها.

ووعيا منها بعمقها التاريخي والثقافي في القارة، عملت المملكة منذ الاستقلال على تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية مع البلدان الإفريقية، وجعلت من ذلك محورا مركزيا في سياستها الخارجية.

ومن البديهي أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لا تشكل فقط انتصارا واضحا للمملكة، بل أيضا بالنسبة لإفريقيا ككل. لكن هذا الانتصار ليس غاية في حد ذاته، بل هو بداية لصفحة جديدة في علاقات المغرب وقارته الطبيعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى