الأخبار

على شفا الكارثة !

محمد مشهوري

من يده في النار ليس كمن يده في الماء، ولا يعرف مأساة الحرب سوى الذي اكتوى بنارها وعاش بعدها، إن كتبت له بقية حياة، شبه ميت.
هذا ما يجب أن يعيه ويدركه دعاة الحرب والدمار، من مواقعهم المكيفة في الصالونات وأمام جهاز الكومبيوتر. فلم يسبق للحرب أن حققت الديمقراطية والرخاء والحرية للشعوب، بل تزج بها في أتون الفقر والأزمات الاقتصادية والنفسية، نتيجة الدمار وفقدان الأهل والأحباب والتسبب في العاهات والجراح المستديمة.
جرب العالم القوي الحرب في العراق في ليبيا، وقبلها في أفغانستان، وتم إسقاط ديكتاتوريات، لكن ضاع السلم والاقتصاد وشرد الأهالي في الأرض.
لو ارتكنا إلى لحظة تأمل صادقة مع الذات، لوقفنا على الحقيقة المرة التي تؤكد أننا أصبحنا أسرى مشاهدة مناظر الدمار على الفضائيات، بل ومنا من "يستمتع" بذلك في سادية تحتاج إلى علاج.
سوريا تعيش كارثة حقيقية منذ أكثر من عامين، ولن تحل الحرب مشكلتها، بل هي في حاجة إلى حل سلمي سياسي، فعلاوة على أنها بلد غير بترولي، فإن جوارها لإسرائيل ولبنان وتحالف نظامها مع حزب الله، عوامل من شأنها أن تدخل المنطقة برمتها في وضع الله وحده يعلم خطورته، لاسيما وأن سوق الأسلحة أصبح غير متحكم فيه وأصبحت في متناول إرهاب دولي شعار" علي وعلى أعدائي".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى