الأخبار

صناديق ومشانق !

محمد مشهوري

يشكل الدرس السنغالي نموذجا لمختلف البلدان التواقة إلى الديمقراطية الحقة المجسدة للإرادة الشعبية الحرة.
أحسن عبد اللاي واد، الذي لم يخرج عن النهج الذي اتبعه سلفاه سنغور وضيوف، صنيعا، حين تمسك ب"شراسة" بحقه في ولاية جديدة ضدا على الأصوات التي تعالت مطالبة برحيله لكبر سنه، واختار أن يكون الرحيل ديمقراطيا، بالاحتكام إلى لغة الصناديق عوض صوت البنادق والمشانق.
لقد كبر الرئيس واد، مكانة لا سنا فقط، في عيوننا جميعا، لما كان أول المهنئين لمنافسه المعارض، معترفا بخسارته، على الرغم من أن الخسارة هنا لا تعني شيئا أمام الربح الذي حققه الوطن.
الدرس السنغالي متجدد وليس جديدا، وكم كنا نتمنى، أمام ما تعرفه عدة بلدان عربية من ثورات توقفت عند منتصف الطريق بسبب الفوضى والثأر والانتقام، لو فهم ( فهما حقيقا، وليس فهمتكم فهمتكم) بعض القادة المطاح بهم الدرس مبكرا، وانسحبوا بشرف مختارين نهج الديمقراطية والتناوب على السلطة، عوض التشبث بالخلود في الكراسي (زنكة زنكة) في انتظار التغيير بالبنادق أو نصب المشانق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى