الأخبار

صرخة “هنو ماروش” !

محمد مشهوري

"هنو ماروش"، امرأة من المغرب العميق، لم يثنيها الحرمان من التعليم عن الجهر بصوتها كسيدة واعية، بالمعاناة التي ترزح تحتها ساكنة قرى "تيلمي" و"مسمرير" بنواحي تنغير.
في برنامج متميز وصادم في الوقت نفسه، بثته القناة الثامنة "تماريغت" أول من أمس الثلاثاء، قالت هذه الناشطة المحلية جملة بالأمازيغية يستعصي إبداعها حتى على الشعراء الفطاحلة والفلاسفة الحكماء. "تسغراخ تمارا" وترجمتها "علمتنا تمارا". وروحها المرحة، على الرغم من البؤس والتهميش، قالت "هنو"، ولكن هذه المرة بالفرنسية بأن قريتها تعيش سنة 1921 ( !!) والله وحده يعلم لم اختارت هذه السنة من سنوات القرن الماضي.
على كل حال ليست "تيلمي" و"مسمرير" وحدهما من تمثلان المغرب العميق غير المنتفع بثمار الحضارة والحداثة والتنمية، فعلى مقربة منهما، تعرفت منذ سنة ونصف على أطفال "أيت عتو" الذين رأوا لأول مرة البحر بفضل تنظيم مخيم ضواحي العاصمة.
صور هؤلاء الأطفال لا تزال حاضرة أمامي، من خلال نظراتهم التي تظهر أنهم أكبر من سنهم الحقيقية بكثير، فهم أيضا "كبراتهوم تمارا".
لذلك أتساءل دوما كيف يمكننا، نحن سكان الحواضر الكبرى، النوم والخلود إلى الراحة، في مجتمع لا يزال يعرف صمود وصبر امرأة من طراز "هنو ماروش" ونظرات أطفال "أيت عتو"؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى