الأخبار

صباح “انركي”

محمد مشهوري

“لولا أبناء الفقراء لضاع العلم” هي المقولة التي يجب أن يقف عندها المسؤولون ببلادنا بعد مسيرة 100 كيلومتر التي قامت بها ساكنة بلدة “انركي” بإقليم أزيلال في اتجاه مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة.
في هذا الجو الصقيعي، حمل الشيوخ عصيهم التي يتكؤون عليها ويهشون بهم على أنعامهم في الجبال، ولبس الأطفال نعالهم، وحملت النساء زاد الطريق على ظهورهن، ليتجه الجميع إلى بني ملال من أجل مطلب بسيط في مغرب 2017: بناء إعدادية بالبلدة.

حين تمليت وجوه أطفال “انركي” في الفيديوهات المنشورة على الفيسبوك، عادت بي الذاكرة إلى السنوات الخوالي، وتذكرت تلاميذ من إقليم أزيلال غادروا دفء العائلة إلى غربة القسم الداخلي بثانوية الكندي في الفقيه بن صالح وما كان يسكن قلوبهم من إصرار على الصمود وإرادة في التعلم، حيث كانوا من المتفوقين.
مسيرة “أنركي” التي لم تحظ باهتمام الإعلام العمومي، هي مثال صارخ عن مغرب يسير بسرعتين، و تجعل المرء يشكك في كل الأرقام التي يصرح بها أمام كاميرات التلفزيون عن تعميم التعليم وتنمية العالم القروي ومحاربة الهدر المدرسي.
لقد نقل أهل “أنركي”، أحفاد سيدي حماد الحنصالي، رسالتهم إلى ولاية الجهة، وقضوا ليلتهم في العراء بساحة الحرية” القصبة الكبيرة”، بعد تلقي وعد مؤجل إلى 2019!!!
هي مجرد إعدادية يا سادة وليس بناء برج إيفل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى