Non classé

شتان ما بين “صراحة” الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة وتساؤلات المواطن؟!

أعاد السيد الوزير في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب ما صرح به أمام مجلس المستشارين بنفس المناسبة وهو صمود الحكومة في وجه ارتفاع أثمان المحروقات، ومواصلة الحكومة تحمل الفارق في تكلفة ما تبقى من المواد الأساسية المدعمة، والتي عرفت تصاعدا في الأثمنة نتيجة عوامل خارجية، إلى هنا تابع نواب ومستشارو الشعب المغربي رواية الحكومة التي تدعم قنينة الغاز، لكن المسكوت عنه هو ما التزم به البرنامج الحكومي أمام نفس النوات ونفس المستشارين، وعلى بعد مسافة زمنية قصيرة، ومنه تأمين العيش الكريم لثلاثين مليون مغربي يتحلون بالانضباط وينخرطون بكل غيرة في أوراش بناء وطنهم، مدافعين عن قيمه وثوابته ومحافظين على اشعاعه وهويته ومجندين لتعزيز مكاسبه، هذا الشعب المتحضر والواعي والذكي الذي يتابع يوما عن يوم تنامي مظاهر تكديس الثروات والاستفادة من الاعفاءات والاستحواذ على الخيرات والمقدرات الوطنية من طرف البعض، هذا الشعب الذي يتابع فتح الأبواب على مصراعيها أمام الشركات المتعددة الجنسيات والاشحاص الطبيعيين الأجانب الذين تسربوا إلى المغرب بمساعدة البعض ولا يسألون عن طبيعة مصادر اموالهم وأخذوا يعثون في الارض فسادا بالمدن والبوادي تحت غطاء العولمة والانفتاح وجلب الاستثمارات، ثمن الحكومة على الشعب المغربي بصمودها أمام زحف الغلاء من الخارج وارتفاع أثمان الحبوب والطاقة. في الأسواق العالمية وكأنها توحي بعبقرية التدبير ووجاهة الترقب والحزم في تحمل المسؤولية، ولم تنتبه الحكومة التي تحمست إلى مباشرة ادارة الشأن العام بعد انتخابات السابع من شتنبر 2007، مدعمة بالسياسيين والتقنوقراطيين، لم تنتبه الحكومة إلى أن الشعب المغربي يتساءل أين ثرواته البحرية، أين ثرواته المعدنية، أين أراضيه الفلاحية المسترجعة ومؤسساته المفوتة أو المخصخصة، أين أملاكه المخزنية وأين رماله والقائمة طويلة.
الشعب المغربي لا يستجدي أحدا، وإنما يحاسب، ومن حقه أن يحاسب فإذا اكتفى المجلسان الموقران بالاستماع إلى عروض السادة الوزراء حول ارتفاع أثمان المواد الاستهلاكية بشقيها المدعمة والمحررة، وكيفية تواصل عمليات فرار السجناء لتصبح شيئا عاديا، فإن المغاربة الذين عبروا سياسيا عن موقفهم في السابع من شتنبر الماضي في حاجة إلى مناخ آخر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية يشكل مناسبة لحوار متكافئ وصريح ويخلق حيوية ونقاشا يؤدي إلى الثقة والاقناع والاقتناع.

الرباط – عبد الرحمن بوحفص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى