الأخبار

سيمفونية السنبلة

في لحظة انتشاء براحة الضمير وبارتياح العقل بعد إنجاز خطوة التفاعل مع منطق العدل والإنصاف والحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، تنساب الكلمات رقراقة كمياه شلالات “أوزود”، محاولة الشدو بأنشودة حركية نحتفي من خلال إيقاعاتها بعرس ديمقراطي صدحت خلاله أصوات الحرية بصوت مرتفع لا يواري ما في القلوب.
أول أمس، بالقاعة الفسيحة بالرباط، التأم أعضاء المجلس الوطني للحركة الشعبية في دورة استثنائية، ليخرجوا بموقف استثنائي بامتياز قوامه ربط مصلحة الحزب بمصلحة الوطن.
أول أمس، ترصع نظامنا الأساسي بتيجان الأخلاق والنبل ونكران الذات. لم نقبل أن يسجل علينا التاريخ أننا أخلفنا معه الموعد بتغريدنا خارج سياق روح الدستور الجديد والدينامية الجديدة التي بعثها في شرايين الجسم السياسي، كما أبت قلوبنا، قبل العقول، إلا أن تتفتح كزهرات الأقحوان لمعانقة أسمى التوجيهات والانخراط في مسارها، وهي خصلة وفاء هي البذرة التي أينعت بها كينونتنا وغدت سنبلة مثمرة.
المغرب أولا، هو المبتدأ والخبر. قد يبلغ بالنفس الحماس والطموح درجة الجموح، لكنه جموح من أجل هذا المغرب.
تعلمنا أننا حين نستشرف المستقبل، لا نتنكر لمن صنع في الماضي حاضرنا، وسيسكن الامتنان دواخلنا في اعتزاز بمن ساهم ولو بوقفة عز في إعلاء سنبلتنا.
يحق لكل من صنع لحظة أول أمس ولحظات العقد الفريد على امتدا نصف قرن من الزمن أن يقول اليوم بصوت مرتفع: حركية، حركي أنا وأفتخر.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى