الأخبار

زيارة دولة عادية

محمد مشهوري:

من المسلمات التي لا يناقشها إلا أحمق أو جاهل، كون مصداقية المغرب في الخارج مستمدة، إضافة إلى طبيعة نظامه السياسي وأمنه واستقراره، من حرصه على احترام اختيارات باقي البلدان وعدم تدخله في شؤونها الداخلية.

مناسبة هذا التذكير هو ما ذكرته بعض الأوساط الإعلامية والدبلوماسية عن عزم الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي القيام بزيارة دولة إلى بلادنا، وما واكب ذلك من حشر بعض المفتونين بتجربة "رابعة" و"الدواعش" أنوفهم في أمر لا يعنيهم من خلال كتاباتهم على مواقع التواصل الإجتماعي.
هذه التعليقات لا يمكن تصنيفها سوى بالمجانية والهوجاء، لأن أصحابها يفتقدون إلى الوعي السياسي وإلى القدرة على استقلالية الرأي وبناء الموقف بناء على مصلحة الوطن، وليس على حساب فبركات قنوات "الإخوان" وما جاور من منابر أعمتها رائحة الدولار عن رؤية المصلحة المشتركة للشعوب والأوطان.
وعليه، فإن ما يجب إدراكه هو أن مصلحة البلد هي فوق الإيديولوجيات، وبأن المغرب الوفي لاختياراته والتزاماته، سيظل دائما محترما لاختيارات الأشقاء والأصدقاء.
وإذا كانت المناسبة شرط، فليس ثمة حاجة إلى التأكيد بأن العلاقات التاريخية المتميزة بين المغرب وبلاد الكنانة تسمو فوق كل الحسابات الضيقة، وستبقى كذلك، فكلاهما مهدا حضارتين عريقتين نشرتا قيم السلم والتعايش ونبذتا التطرف والإرهاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى