رسالتنا مستمرة… اليوم وغدا

أحمد سيبة

في خضم ترسيخ الخيار الديمقراطي الذي تعزز في ظل دستور فاتح يوليوز 2011، تستعد الحركة الشعبية، باعتماد تعبئة كل كفاءاتها ومناضلاتها ومناضليها لخوض الاستحقاقات المزمع إجراؤها في بحر السنة القادمة.
وما يجعلنا متفائلين بإمكانية تعزيز موقعنا على الساحة السياسية، السمات التي تتميز بها الحركة الشعبية: المصداقية وانتهاج الصراحة والواقعية في التعامل مع المواطنين، وهو الاختيار الذي يتجسد من خلال احترام الالتزامات وتحمل المسؤولية بكل شجاعة في الدفاع عن الاختيارات المتفق عليها بمعية حلفائنا. هذا موقف يعبر عنه بالاعتزاز بالمكتسبات والحرص على ترسيخها، وكذا تفهم الإكراهات وجعل المواطن يستوعب طبيعة هذه الإكراهات.
ودون الارتكان إلى الاعتبارات الظرفية التي أثرت على مسار الأحداث، وطنيا وإقليميا ودوليا، كانت الحركة الشعبية سباقة إلى تبني ما يحتمه تطور التاريخ من مستلزمات التجديد، إذ كان المؤتمر الوطني الحادي عشر لحظة مفصلية حاسمة، ترسخت خلالها ديمقراطية صناديق الاقتراع، وتعززت الشرعية النضالية للقيادة بالشرعية الديمقراطية.
وعلى الرغم من بعض الإكراهات الناجمة عن عملية الانتقال من مرحلة إلى أخرى، سجلت الحركة الشعبية حضورها الوازن والفاعل على الساحة، وتحملت القيادة المنتخبة مسؤوليتها كاملة في مختلف المحطات، ونجحت في أن تضمن للحزب مكانته كفاعل أساسي لا محيد عنه في مغرب ما بعد دستور 2011.
وموازاة مع انخراطها في مسار إنجاح التجربة الحكومية التي تشارك فيها، من منطلق الالتزام الكلي بتفعيل البرنامج الحكومي، واكبت الحركة الشعبية هذا العمل بالتواصل مع المناضلات والمناضلين في مختلف الأقاليم وبالهيكلة المسترسلة، معتبرة أن نجاح التجربة الحكومية مرتهن بإشراك المواطنين وباعتماد سياسة القرب.
ويحق لنا اليوم، كحركيات وحركيين، الإعتزاز بالحصيلة، إن على مستوى أدائنا داخل الحكومة، أو على مستوى إسهام فريقينا البرلمانيين في العمل التشريعي وممارسة الدور الرقابي وإيصال صوت المغاربة إلى مراكز القرار.
فبهذه الروح النضالية الكبيرة، وبالوطنية التي تسكن قلوبنا، حيث جعلنا شعارنا دوما "المغرب أولا"، ستتواصل الرسالة الحركية اليوم وغدا وبمزيد من الإشعاع.