الأخبار

رسالة إلى الشعب الأمريكي الصديق

محمد مشهوري:

لن نكرر اللازمة المعروفة “نحن أول من اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية” لأننا ندرك “عقدة التاريخ” التي تعاني منها البلدان الجديدة كما نعرف عدم اهتمام الشعب الأمريكي الصديق لا بالتاريخ ولا بالجغرافيا، لأن كل ما يشغله
هو الدولار فقط و هاجس الضرائب.
الأمريكي طيب جدا ولا يحب الحشرية والفضول والتدخل في ما لا يعنيه، فتجده يشاهد القنوات التلفزيونية المحلية والصحف التي تتحدث عن أخبار حيه، و في أحسن الأحوال ما يجري في ولايته. لا يميز أيضا بين “موروكو” و”موناكو”، وكازابلانكا بالنسبة إليه عنوان فيلم سينمائي شهير.
المواطن الأمريكي العادي هو غير الإدارة الأمريكية. هو يرفض أن يزج بمواطنيه، من خارج أشهر العائلات، في حروب على بعد آلاف الأميال من قارة العالم الجديد، لكن للساسة وتجار السلاح والنفط رأي آخر.
الجيل الذي ينتمي إليه كاتب هذه السطور، اكتشف أمريكا غير اكتشاف كريستوف كولومبوس، من خلال افلام رعاة البقر “الطيبين” في مواجهتهم مع الهنود الحمر “الأشرار” الذين “يسحلون” الإنسان الأبيض “الطيب”. اكتشفنا أمريكا عبر عناصر “كتائب السلام” الذين درسونا اللغة الإنجليزية وتعلموا الدارجة المغربية والأمازيغية، وكانت عضوات هذه الكتائب يخالطن نساءنا في الحمامات والأسواق الشعبية.
من فرط “العشق” الذي يجمعنا بأمريكا، اكتشفنا أنها تعرف عنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا، لكن ما الذي حصل هذه المرة حتى خانت الدقة اصدقاءنا في واشنطن ؟
ذات يوم في خطاب مؤثر، تحدث فخامة الرئيس أوباما عن أخلاق وقيم الإسلام أحسن من كثير من الدعاة والوعاظ. هذا الإسلام يدعو من خلال كتابه المنزل، القرآن الكريم إلى الحيطة والحذر من ناشري الفتن والسوء “إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” صدق الله العظيم.
هذا ما حصل فعلا، سمعت أمريكا أكاذيب الفاسقين من أبناء جلدتنا وضمنتها في تقرير خارجيتها قبل أن تكتشف أنها سقطت في مقلب التضليل.
مع كل ما حصل من حيف في حقنا، لن نغضب من أمريكا. المغرب ليس هو إيران التي تخرج في كل مرة للهتاف “الموت لأمريكا”. المغرب مسالم ويقدر طيبوبة الشعب الأمريكي الصديق، وتاريخ المغرب العريق منحه حكمة ورصانة وثقة في النفس.
God bless Morocco…. God bless America

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى