ذكاء بالمقلوب !
محمد مشهوري:
يكشف الواقع اليومي في عديد من التجسيدات والتجليات، أن استعمال الذكاء والقدرات لا يتم دائما بالطرق الصحيحة والمعقولة، بل غالبا ما يتم استغلال الطاقات الذهنية، إما للغش والتدليس والقرصنة، أو للإساءة إلى الآخرين كما هو الحال للفضائح المثارة على مواقع التواصل الإجتماعي في الأنترنيت.
الاستعمال السيئ للذكاء نعاينه يوما في الحافلات والأزقة، من خلال جحافل المتسولين المصطنعين للعاهات وللحكايات والمقالب التي توقع الضحايا بدافع الشفقة. الأمر نفسه ينطبق على وقائع النصب والاحتيال، حيث لا يزال المغاربة، في القرن الواحد والعشرين، يعيشون "الغفلة" ويسقطون في حبائل محترفي بيع الأوهام.
الأمثلة كثيرة ولاحصر لها، لكن ماذا لوتم تشغيل الذكاء في أوجه الخير والبناء والعمل من أجل الصالح العام للمجتمع؟ سيكون واقع الحال أفضل بكثير.
إن التذكير بالحالات السلبية المشار إليها سابقا لا يكرس التعميم، بل يتوخى إثارة الانتباه إلى أن تراجع القيم التي عاش عليها أسلافنا من قبيل الصدق والقناعة والجدية، هو العامل الرئيسي الذي يقف وراء ما يعرفه مجتمعنا من شيوع مسلكيات ما أنزل الله بها من سلطان.
إن الجدية والتفاني في العمل من أجل المجتمع هما المدخل الأساسي للنهوض بواقعنا، لأنه لا يصح إلا الصحيح.
