خارطة طريق لتحسين أداء الدبلوماسية المغربية
تعالت أصوات كثيرة في الأوساط السياسية والفكرية وعبر الصحافة والشبكة العنكبوتية وداخل المجتمع المدني لتنادي بتحسين أداء العمل الدبلوماسي المغربي وجعله أكثر فعالية واستباقية ونجاعة ومهنية خصوصا في إطار أحداث العيون وما تبعها من انتكاسات دبلوماسية كان أبرزها قراري البرلمان الأوربي والاسباني الذين جاءا جائرين في حق المغرب. لقد حققت الدبلوماسية إنجازات لابأس بها ولا يجب نكرانها ولكن يبدو أننا وصلنا مرحلة بدأنا نفقد فيها المبادرة وتقوقعنا في موقع دفاعي محض مع غياب صارخ لوضوح الرؤية وللمهنية العالية خصوصا وأننا لا نواكب التحولات التي يعرفها العالم على مستوى الرأي العام وعلى مستوى المجتمع المدني. نعم، يجب تقوية دور البرلمان (وهو شيء بدا وكأنه مستحيل مع التركيبة السوسيولوجية للبرلمان المغربي الحالي) والدفع بالمجتمع المدني ليكون منخرطا أكثر في الدفاع عن القضايا الوطنية، وتعبئة الإعلاميين المغاربة ليكونوا أكثر قدرة على التفاعل مع الرأي العام الدولي، وجعل الاقتصاد في خدمة الوطن وذلك عبر تفعيل دور القطاع الخاص، والاستثمار في الدبلوماسية الثقافية والدينية عبر إستراتيجية واضحة المعالم والأهداف. سأرجع إلى هذه الأمور في مناسبات قادمة؛ ما أريد أن أؤكد عليه هنا هو أن كل هذا غير ممكن وغير قابل للتحقيق إذا لم تلعب الدبلوماسية الرسمية دورها الريادي في هذا الإطار. الدبلوماسية الرسمية هي التي تصوغ الرؤيا وتحدد الأهداف وتبلور الاستراتيجيات وتعبئ الأشخاص والموارد وما على القطاعات الأخرى إلى أن تنخرط كل في مجال اختصاصه وحسب قدراته.
د. لحسن حداد