الأخبار

حدوثة مصرية !

محمد مشهوري

لم تنته القصة مع الفيلم السينمائي المتميز للفنان يوسف شاهين، ربما بسبب انتقال عدوى المسلسلات المكسيكية والتركية المدبلجة إلى حياة المجتمعات العربية من خلال تمديد حلقات وفصول المآسي.
سقط مبارك في مصر منذ عام، لكن لم يسدل الستار على فصول مسرحيات الفوضى والتسيب و"البلطجة". قتل القذافي في ليبيا، لكن الليبي العادي لا زال يبحث عن الأمان. شنق صدام صبيحة ذات يوم عيد، لكن العراق لم يستقر بعد على سكة الديمقراطية واللائحة طويلة.
قديما قيل "الثورة تأكل أبناءها"، إلا أنه على ما يبدو فإن ثورات "الربيع العربي" ستأتي على الأخضر واليابس، لأنه ثمة خلل ما في الميكانيزمات المحركة لهذا الحراك سيكشف عنها التاريخ يوم يستفيق العرب من "تخدير تام" وقد فقدوا كل شيء: فلسطين، الكرامة، الخبز والأمان.
الكارثة التي حلت أول من أمس بمصر هي بمثابة ناقوس خطر يدفع كل الشعوب العربية الواقعة تحت مفعول "مخدر" قنوات فضائية إلى الصحوة والتفكير في أن "الثورة" ليست دائما مرادفا للتغيير الإيجابي والتقدم، وكذلك الوعي بأن جهات خارجية تتربص بهم الدوائر بعد أن أحالت مواطني هذه الشعوب إلى "ديكة" تتصارع على الحلبة.
لقد تحولت مباراة كروية إلى مجزرة حقيقية لم تخلف الضحايا فقط، بل خلقت حقدا بين أبناء البلد الواحد: أبناء السويس وأبناء القاهرة.
أتمنى ألا تتواصل سياسة النعامة بتبادل الاتهامات بين "المشير" و"الخفير" و"شباب ميدان التحرير"، لتظل الساحة مترعة أمام وقائع بدأت بالجمل وقد لا تنتهي أبدا إلا بعد استنفاذ كل شخوص "كليلة ودمنة".
المواطن المصري البسيط يصرخ، وهو إحساس يغمر كل العرب من المحيط إلى الخليج:سيبونا نعيش بلا ثورة بلا زفت !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى